حذر العلامة الدكتور يوسف القرضاوي من أن الثورة المصرية تتعرض لمؤامرة كبرى على يد فلول النظام السابق، معتبرا السماح لرموز حكم مبارك بالترشح للرئاسة الجمهورية إهانة للثورة المصرية ومؤامرة للانقضاض عليها من قبل قتلة الثوار والأفاقون وكبار الفاسدين.
وانتقد فضيلته في خطبة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة أداء المجلس العسكري الذي يدير البلاد حاليا، واعتبره يحكم بعقلية الرئيس السابق.
وأكد أن السماح لرجال ورموز حكم مبارك مثل نائبه عمر سليمان وآخر رئيس وزراء في حكمه الفريق أحمد شفيق يمثل إهانة للثورة المصرية ومؤامرة للانقضاض عليها بإقصاء رموزها الحقيقيين لصالح طائفة من المتآمرين وقتلة الثوار وكبار الفاسدين، مشيدا بالقانون الذي أصدره مجلس الشعب المصري بمنع "فلول النظام" من العمل السياسي عدة سنوات.
وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن أناس حاولوا أن يعكروا صفو الثورة المصرية العظيمة، الثورة التي كانت أسوة للعالم وقدوة للناس فهي لم تطل كما طالت بعض الثورات، ولكنها رغم أيامها القليلة كانت قدوة حسنة وطيبة علمت الناس التضحية والفداء والبذل والعطاء والأخوة، وكيف يحمي بعضهم بعضا. هذه الثورة العظيمة للأسف أراد الكثيرون أن يفترسوها وهي لا تزال بكرا في طفولتها، بأن يأتوا بالذين قاوموا الثورة ووقفوا ضدها وقتلوا أبناء الثورة ليأتي هؤلاء ليرشحوا أنفسهم رؤساء لمصر وهذه مصيبة كبيرة.
وتابع: كنا نظن ألا يحدث هذا، ولكن حدث لأن المجلس العسكري الذي أعطي ولاية مصر بعد مبارك لا يزال كثير من أبنائه يحمل فكر مبارك، وكنا نود أن يحرموا هؤلاء من الترشح للرئاسة والمناصب القيادية لمدة عشر سنوات على الأقل، ولكن لم يفعل ذلك المجلس العسكري وأباح لأمثال عمر سليمان رئيس مخابرات مبارك ثم نائبه وأحد أركان نظامه وكذلك أحمد شفيق الذي جاء به مبارك رئيسا للوزراء إبان الثورة، ليأتي هؤلاء ويرشحوا أنفسهم ويحرموا الثوار من الإسلاميين وغير الإسلاميين.
وأشاد القرضاوي بالقانون الذي أصدره مجلس الشعب المصري الخميس والذي يمنع هؤلاء من الترشح أو شغل أي مناصب قيادية لمدة عشر سنوات، مؤكدا أن هذا هو فصل الخطاب والعدل الحقيقي لأن أمثال عمر سليمان وأحمد شفيق حتى لو خاضوا الانتخابات لن يحصلوا سوى 5 % ولكننا لا نريد أن يخوضوها وأن يصل هؤلاء إلى الناس لأنه من الممكن أن تزور الانتخابات في هذه الحالة وتدخل مصر في متاهات لا نريدها لها.
وأكد أن كل المصريين وكل العرب والمسلمين يرفضون هؤلاء ويرفضون أن يأتي المفسدون في الأرض.. الظالمون الذين أكلوا الحقوق وتعدوا حدود الله ولم يتركوا للناس فرصة، هؤلاء الأفاقون الظالمون الباغون الطاغون لا يجوز أن يُترك لهم الأمر.