تلقّى الاتحاد العالميّ لعلماء المسلمين ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة العالم المصري الكبير الأستاذ الدكتور محمود حافظ رئيس كل من مجمع اللغة العربية والمجمع العلمي بالقاهرة، هذا العالم الذي وقف نفسه وعمره لخدمة تراث الأمة، والحفاظ على اللغة العربية، والثقافة العربية، وهو أول مصري يحصل على شهادة الدكتوراه في علم الحشرات، وثاني مصري يجمع بين رئاسة مجمع اللغة العربية والمجمع العلمي.

وصفه الدكتور أحمد فؤاد باشا، أستاذ الفيزياء في كلية العلوم جامعة القاهرة، وعضو "مجمع اللغة العربية" قائلاً: "إنه رمز للعطاء الثريّ الذي لا يتوقف ولا ينضب... نحن ندين له بالكثير لبحوثه الرائدة في علم الحشرات ومقاومة الآفات، ودراساته في مجال تعريب العلوم".

قال عنه الدكتور محمود مختار يوم استقباله بعد عودته من أوربا: "شخصية وضّاءة حملت مشعل العلم والتعليم زمنًا طويلاً بأمانة وكفاية، ورصعته بلآلئ من الدين الحنيف واللغة العربية المباركة".

تقول زوجته السيدة عفاف غانم عنه إنه: "رقيق إلي أقصي حد... عيناه تدمعان لو قرأ قصة مؤثرة في صحيفة، أو عرف أن هناك طفلاً مريضاً، أو أغضب عاملاً من دون قصد".

وقد كان آخر لقاء بيني وبينه رحمه الله في  عام 2009م حيث دعاني لحضور  مؤتمر المجمع اللغوي، وقال لإخوانه: أقدم لكم شيخ علماء الأمة ليلقي كلمة المراسلين، وقد لقيت منه من الترحاب والإكرام ما عرفني على حقيقة شخصه الكريم المحبوب من الجميع، والذي لا يخطئ أمامهم في ضبط جملة، وقد لمست منه جمال خلق، ورحابة صدر، وعميق وُدٍّ، وصفاء نية، مع حكمة وحنكة في الإدارة، وقوة ذاكرة، وعلو همة، وكثرة نشاط قل أن يتوافر لأمثاله، كل ذلك مع تقدم سنه رحمه الله رحمة واسعة.

والاتحاد إذ يقدم عزاءه إلى العالم العربي والإسلاميّ، وإلى المجمعين اللغوي والعلمي، وإلى أهل الفقيد وتلامذته ومحبيه في العالم أجمع، ليتضرع إلى الله تعالى، أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يتغمده برحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، ونسأل الله أن يخلف مصر فيه خيرا، وإنا لله وإنا إليه راجعون،.

يوسف القرضاوي

رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين