بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الحليم عويس في ذمة الله
باسمي وباسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أنعى أخانا الكريم: العالم الأزهري المصري المعروف، الداعية المؤرخ المفكر الأستاذ الدكتور عبد الحليم عويس، ابن المدرسة الوسطية الإسلامية، وصاحب المؤلفات العلمية النافعة، وتلميذ شيخنا الشيخ محمد الغزالي رحمه الله، وأحد أعضاء الاتحاد.
وقد عرفتُ الدكتور عبد الحليم عويس منذ مدة طويلة من الزمن، وانعقدت بيني وبينه مودة عميقة، وعرفته أكثر في ملتقيات الفكر الإسلامي بالجزائر، حيث كان أحد الناشطين الفاعلين في هذه الملتقيات، بما يلقيه من محاضرات، وبما يقدمه من مقترحات، وبما يشارك فيه من المنتديات.
وقد زرته في بيته بالقاهرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات عندما أخبرت بمرضه، سارعت إليه، وفرح بي جدا، وانفرجت أساريره، ووجدت عنده مجموعة كبيرة من الطلبة المسلمين، من آسيا وإفريقيا وأوربا وغيرها، يزورونه ويطمئنون عليه، ويستمعون إليه وإلى جلسائه من العلماء، وبقيت معهم عدة ساعات ثم انصرفت.
وحين كنت أجرى عملية جراحية بالرياض منذ سنتين، وكان الدكتور عبد الحليم عويس بالمملكة مشاركا في مؤتمر، زارني وهو يتحامل على مرافقيه، حتى أشفقت عليه، وأنا على سرير المرض.
وقد فقدتْ الأمّة الإسلامية واحدًا من علمائها ومفكريها، يقول الحق ولا يخاف لوْمة لائم، ويجتهد في خدمة دينه وأمّته، بالعمل الأكاديميّ، والتدريس الجامعيّ، وتأليف الكتب والرسائل، وإلقاء المحاضرات، نسأل الله أن يتغمده برحمته، وأن يُعلي درجاته، ويُسكنه الفردوس الأعلى، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
يوسف القرضاوي
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين