حث العلامة الدكتور يوسف القرضاوي علماء سوريا على الوقوف مع الشعب في ثورته ضد الظلم، وناشد الشيخ رمضان البوطي الامتناع عن تأييد حزب البعث، مؤكدا أنه لا يجوز لعالم مسلم أن يؤيد حزبا لا يستند لمرجعية الإسلام، ولا أن يؤيد حكما باطشا جبارا يحكم الناس بالحديد والنار.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة أمس  إننا نريد من الشيخ البوطي وأمثاله من علماء سوريا أن يقفوا في وجه الطغاة والبغاة، فالعلماء يجب أن يكونوا مع الحق الذي تنادي به الشعوب، لأن الشعوب إذا أجمعت على أمر فإنها لا تخطئ، مشيرا إلى أن عهد الإنترنت والفيس بوك أنهى العهد الذي كانت الآلاف تقتل فيه دون أن يسمع بها أحد، مثل مقتل 30 ألف شخص في حماة بسوريا في ليلتين دون أن يسمع بهم أحد (عام1982).

وأعاد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تأكيده أن عهد بشار الأسد انتهى، لأنه يقتل شعبه، محييا البطل السوري عبدالباسط ساروت الذي ترك كرة القدم ليلحق بالثوار من أبناء شعبه، داعما لهم بأناشيده الحماسية، مناشدا كافة أبناء الشعب السوري الوقوف مع الثوار ودعمهم حتى يتم الخلاص من النظام الظالم، مشددا على أن الظالمين ذاهبون، مقطوع دابرهم.. وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون.

بشائر الربيع العربي

وكان العلامة القرضاوي قد بدأ خطبته بالحديث عن انتصارات الإسلاميين  التي تحققت في انتخابات تونس ومصر وليبيا، وينتظر أن تتحقق في اليمن وسوريا، مؤكدا أن من نصرَ اللهَ وشرعَه وكتابه سيكون النصر حليفه في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى.

وقال فضيلته - وفق صحيفة الشرق القطرية - إن الشعوب العربية عندما نالت حريتها اختارت الإسلاميين الذين يمثلون الإسلام المتقدم المعاصر الذي يعتمد على كتاب الله وسنة رسوله، فنحن أمة لها تراثها وتاريخها ولها علماؤها في كل ناحية من النواحي.

وأضاف أن سنن الله التي تحكم الكون لا بد أن تكون مع هؤلاء، لأنهم نصروا الله فنصرهم الله، وهكذا علمنا القرآن الكريم: "يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"، وقال تعالى: "وكان حقا علينا نصر المؤمنين"...

وقال إننا نعيش أيام البشائر بالانتصارات بعد أن عشنا أياما كانت سوادا في سواد، مشيرا إلى أن ما تعيشه الأمة من بشائر بانتصارات الإسلاميين يعد من بشائر الربيع العربي الذي يعد من نعم الله على الأمة، فهذه الانتصارات هيأت للناس أن تفرح وتستبشر، وقد رأى الناس الإسلاميين الذين فازوا في تونس وكيف فتحوا صفحة بيضاء ناصعة مع كافة مكونات الشعب دون تكبر أو استعلاء، وسنرى كذلك الناس في مصر وليبيا وغيرهما من الدول بإذن الله.

صفات من نصروا الله

وبين الشيخ القرضاوي أن صفات من نصروا الله حددها قوله تعالى: "الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور"، فهؤلاء الذين نصروا الله إذا مكَّن الله لهم في الأرض أقاموا الصلاة، والصلاة هنا رمز لإقامة حقوق الله في الأرض، وآتوا الزكاة، التي هي أول حقوق العباد خاصة الفقراء والمساكين، الذين لا يجدون ما يسدون به رمقهم، مبينا أن الزكاة ليست هي الحق الوحيد في أموال الأغنياء للفقراء والمساكين بل هناك الصدقات والتبرعات.

وواصل فضيلته بيان صفات أولئك الذين نصروا الله التي وردت في قوله تعالى: "وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر"، مؤكدا أن الأمة الإسلامية صاحبة رسالة ومسؤولة عن البشرية، وهي أمة وسط، جعلها الله كذلك لتكون شاهدة على الناس، فهي أمة وسط ليست مغرقة في الروحانية ولا المادية بل هي توازن في كل الأمور.

وقال إن الله سبحانه وتعالى امتدح الأمة الإسلامية، بأنها خير أمة أخرجت للناس، ليس لسواد عيون أبنائها ولا لأشكالهم، وإنما لرسالتها في هداية الناس، فقوله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس" يليه مباشرة قوله تعالى: "تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"، فالأمة الإسلامية أخرجت، ولم تخرج من تلقاء نفسها، وجُعلت أمة وسطا، ولم تجعل نفسها كذلك، لتقوم برسالتها في هداية الناس للخير ونفعهم وإسعادهم.

وقال فضيلته إن الأمة الإسلامية مأمورة أن تعصم البشرية من الطغيان والشرور من خلال قيامها بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنه لا يجوز لها أن تفرط في هذين الأمرين حتى لا تصيبها اللعنة التي حلت ببني إسرائيل بسبب عدم قيامهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحتى لا يُتودّع منها، كما جاء في الحديث: "إذا رأيتم أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودّع منها".