حذر العلامة الدكتور يوسف القرضاوي من المخطط الإسرائيلي لاستغلال انشغال الوطن العربي بربيع الثورات في هدم جسر باب المغاربة حتى يتسنى هدم المسجد الأقصى المبارك وتهويد مدينة القدس بالكامل.
وأكد في خطبة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة أن ثورات الربيع العربي لا يمكن أن تشغلنا أبدًا عن القدس، مؤكدًا أنها قضية الأمة الكبرى على الإطلاق، لافتا إلى أن من يفرّط في المسجد الأقصى يوشك أن يفرط في المسجد الحرام.
وعن الشأن السوري أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن القتل والاعتقال والملاحقة التي يتعرض لها المتظاهرون السوريون ضد نظام بشار الأسد لن تدفعهم للتراجع، ولن تقلل من عزيمتهم أو تمنع صوتهم من الوصول إلى العالم، وسينتصرون في النهاية إن شاء الله على قمع النظام وقهر قوى الطغيان.
وعن الثورة في اليمن أبدى القرضاوي تعجبه من استمرار تمسك الرئيس عبدالله صالح بالسلطة رغم استمرار خروج المتظاهرين ضده بالملايين والمبيت في الشوارع مطالبة برحيله بعد أن تلطخت يداه بدماء الشهداء.
وأكد أن سنة الله أنه لا يمكن أن ينتصر الطغيان على الشعوب.. الشعوب تنتصر على الظلمة والطغاة أبداً " فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا".
وقال محذرا الظالمين: انتظر يابشار الأسد وانتظر يا علي عبدالله صالح وانتظروا يا كل الطغاة في العالم، انتظروا مصيركم فإن الله لن ينسى أبدًا "ولاتحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون".
الانتخاب فريضة
وعن الشأن المصري أكد القرضاوي أن الانتخاب ليس شيئًا مستحسنًا بل هو فريضة شرعية وضرورة حياتية، ومن لم ينتخب فقد ارتكب حرامًا.
وبين أن الانتخاب حق الأمة وليس مجرد حق مادي، لافتا إلى قوله تعالى "ولا يأب الشهداء إذا مادعوا" وقوله " وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة لله".. اشهدوا لمن يعترف بالخير والصدق والإسلام ولا تشهدوا لعلماني ولا للاديني أو لمن لا يقبل بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً.
وأكد أن الدستور لا يجوز لأحد أن يرتفع عليه، المجلس العسكري يجب أن يخضع للشعب، والمجلس المنتخب هذا ما لايجوز أن نفرط فيه.
محنة شديدة
ونبه العلامة القرضاوي إلى أنه بعد قيام هذه الثورات العربية أصبحنا في محنة شديدة.. هذه الثورات أبرزت الأمة على حقيقتها فبدأ أعداؤها يخشون منها ويتربصون بالمسلمين.. كان على هذه الأمة أن تتشاور مع بعضها ويشد بعضها أزر بعض، خصوصًا أهل الخير والعدل الذين يتمسكون بكلمة الحق ولايخشون إلا الله.. يجب أن يتعاونوا على البر والتقوى.. ومن هنا ينبغي أن ننظر إلى أعداء الأمة.. ماذا يبيتون لنا.. نحن لانريد لأحد شرًا.. لم يأت الإسلام بشر للبشر، بل بالخير للبار والفاجر.. الخير لهم جميعًا.
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع