ينظم مركز القرضاوي للوسطية الإسلامية والتجديد التابع لكلية الدراسات الإسلامية بمؤسسة قطر؛ دورة فقهيه لقادة مسلمي أوكرانيا حول "منهجية الفتوى وفقه الأقليات".

وتستمر الدورة التي بدأت أعمالها السبت لمدة خمسة أيام، متضمنة 14 محاضرة، مقسمة على محاور ثلاثة، وهي: الدعوة والحوار، منهجية الفتوى، فقه الأقليات.

ويضم الوفد الأوكراني عشرة شخصيات بارزة من قادة المراكز الإسلامية والمنظمات الثقافية والاجتماعية في أوكرانيا، وخاصة جمعية "الرائد"، يتصدرهم الأستاذ عماد مصطفى أبو الرُّب، رئيس اللجنة الشرعية في أوكرانيا.

وفي محاضرة الافتتاح حول "جهود المسلمين في الحوار مع أهل الأديان الأخرى" تحدث الدكتور محمد خليفة حسن مدير مركز القرضاوي، عن جهود عدد من علماء الإسلام القدامى في هذه المضمار، ومنهم أبو الريحان البيروني، وابن حزم الأندلسي، ومحمد الشهرستاني، وكيف جعل أولئك الأعلام حوار الأديان وسيلة للتعرف على عقائد الغير، وللدعوة إلى الدين الإسلامي الحنيف.

وعرج د. خليفة على أهمية حوار الأديان في تصحيح صورة المسلمين، وتمتين العلاقات مع أتباع الديانات الأخرى، وترسيخ وحدة البشر، وتعميق التعارف والتعاون بينهم. وحذر من التوظيف السياسي لهذا الموضوع، ومن آثار التمويل غير الشفاف لمؤتمرات حوار الأديان. وبين أن من شروط نجاح الحوار أن يكون مستقلا، ديمقراطيا، روحانيا، مستمرا.

وأوضح د. خليفة الفرق بين الحوار والجدل، مبينا أن الحوار من معالم الوسطية، وأن الجدل من نتائج التطرف والغلو. ثم أسهب في الحديث عن تاريخ الحوار في اليهودية والمسيحية والإسلام، مؤكدا أن خصائص الإسلام بطبيعتها منتجة للحوار، ومنها الإيمان بعالمية الخالق ووحدة البشر، والقبول بالتعددية الدينية، والاعتراف بحق الاختلاف، داعيا إلى ضرورة تأهيل المحاور المسلم بالعلم وروح الإقناع.

ويقدم محاضرات الدورة عدد من أساتذة كلية الدراسات الإسلامية بمؤسسة قطر، وكلية الشريعة بجامعة قطر، وبعض الباحثين بمركز القرضاوي للوسطية الإسلامية والتجديد.

ومن المقرر أن يزور الوفد الأوكراني وزارة الأوقاف القطرية، وجامعة قطر، ومقر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومركز فنار للتعريف بالإسلام، وكذا قناة الجزيرة، والمتحف الإسلامي، والشبكة الإسلامية. إضافة إلى بعض المعالم العمرانية في قطر مثل القرية الثقافية ولؤلؤة الدوحة.