واصل العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، انتقاد النظام السوري والتنديد بقمع المتظاهرين المطالبين بالحرية والإصلاح الديمقراطي في البلاد، وتطرق إلى الخطاب الأخير للرئيس بشار الأسد، ومظاهر الهتافات والتأييد في البرلمان، وخاصة النائب الذي قال للأسد إنه لا يجب أن يقود العرب فحسب بل العالم ككل، فقال: "هؤلاء الذين هتفوا بالرئيس وقالوا له عليك أن تحكم العالم، لا يصلحون للقيادة وتمثيل الشعب".

وانتقد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدستور السوري واعتباره حزب البعث الحزب القائد للبلاد، وقال: "البعث انتهى مع صدام حسين، وانتهى عهد الأحزاب الشمولية". وسخر من الدعوى التي رفعت بحقه في دمشق، قائلا إن الدولة التي تمس هيبتها كلمة هي "أوهن من بيت العنكبوت".

وقال إن "الذين رفعوا دعوى علي يريدون أن يخوفوني، لن أخاف وسأظل أقول الحق.. يقاضونني للمس بهيبة الدولة، الدولة التي تمس هيبتها كلمة ليست دولة، هي أوهن من بيت العنكبوت". وأضاف " هذا زمن التغيير، ومن لا يتغير يداس بالأقدام.. هذه الأنظمة استعبدت الناس فكيف ينتجون ويعملون؟ عندما طلبوا الحرية ضربوهم بالرصاص".

وكان مجلس كلية الحقوق بجامعة دمشق، قد قرر الأربعاء مقاضاة القرضاوي، بعد اطلاعه على خطبة جمعة 25 مارس الفائت، قائلا إنه وجد فيها ما "ينال من هيبة الدولة السورية والشعور القومي فيها، ويحرض على إثارة النعرات الطائفية والمذهبية".

وشدد القرضاوي على أن الحرية هي شرط للإبداع والإنتاج، وقال إن " الدول الإسلامية حاليا متخلفة بسبب القمع والاضطهاد"، وأضاف " هم اخترعوا الكومبيوتر ونحن نبحث له عن اسم، لا نريد من يرتجف أمام الزعماء.. نحن في عصر الثورات ويجب أن يعترف الجميع بذلك".

ورد على مفتي سورية، الشيخ أحمد حسون الذي وصف القرضاوي بأنه من "خطباء الفتنة" فقال " أنا لا أهتم بالحياة، بينما آخرون يبتغون رضا البشر وليس رضا الله، إذا كان هؤلاء هم خطباء الفتنة، فاللهم أمتني معهم واحشرني معهم".

ورفض القرضاوي بشكل قاطع اتهامه بالطائفية وإثارة الفتنة، بعد حديثه عن كون الأسد أسير طائفته (العلوية)، فقال إنه يرفض الطائفية والعرقية، ويعبر عن مطالب محقة للأكراد والسنة والعلويين والمسيحيين.

وكشف عن مبادرة كان قد قادها قبل سنوات مع الأسد لمعالجة موضوع الإخوان المسلمين في سورية التي يحكم نظامها بالإعدام على منتسبي الجماعة، ولفت إلى أن المبادرة لم تنته بشكل إيجابي، وذكر أن هناك "عشرات آلاف المفقودين والسجناء والمهجرين خارج سورية، ويجب معالجة وضعهم".

وختم القرضاوي خطبته من مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة بالدعاء "للمجاهدين في ثورات سورية واليمن وليبيا"، كما دعا بـ"زوال الظالمين ودولهم".

- المصدر: صحيفة الشرق الأوسط