أكد العلامة الشيخ يوسف القرضاوي أن الشعوب أقوى من الحكام، ونصح الحكام الذين لا ترضى عنهم شعوبهم بأن يرحلوا "قبل أن يداسوا بزحف الجماهير عليهم"، لافتا إلى أن ما نشهده من ثورات هو من مخزون القوة في الأمة الإسلامية.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة أمس من مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة إن ما رأيناه في مصر وقبلها في تونس وبعدها في ليبيا واليمن، من مخزون هذه الأمة التي تملك مقومات القوة المذخورة في داخلها ولا تملكها أمة أخرى، مشيرا إلى أن الناس كانوا يظنون أن هذه الأمة قد خرست ألسنتها أمام المبطلين وأنها ستظل هكذا أبد الدهر؛ لكنهم رأوا الأمة تنتفض وتغير.
وتحدث رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في خطبته عن خصائص الأمة الإسلامية التي أخرجها المولى سبحانه وتعالى، والتي لم تخرج لتتقوقع على نفسها ولكن لإخراج الناس من الظلمات الى النور.
ونفى أن تكون خيرية الأمة لعرقها بل لأنها صاحبة رسالة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وهذا هو سر الخيرية، مشيرا إلى أن أمة الإسلام معصومة في مجموعها وليس بعد رسول الله معصوم.
ولفت إلى أن هذه الأمة المحمدية تملك الكنوز لنفسها وللناس.. أُخرجت للناس تهديهم.. تحمل الراية للعالم كله.. وحينما تضل الدنيا عن أهدافها التي من أجلها خلق الإنسان كعمارة الأرض وخلافة الله؛ فإن الأمة الإسلامية هي المسؤولة عن رد هذه البشرية إلى ما أراده الله لها عن طريق ردها إلى كتاب الله وسنة رسوله.
واستشهد القرضاوي بموقف الأمة من الحروب الصليبية وما هيأه الله لها من أبطال مثل سيف الدين قطز وعماد الدين زنكي وصلاح الدين الأيوب، الذين حققوا الانتصارات في عين جالوت وفي حطين.
وحمد الله على نعمة الإسلام، داعيا إلى الزود عنه بكل غال بقوله "نحمد الله أن هيأ لنا هذا الإسلام الذي ورثناه من آبائنا، لقد بُذلت في سبيله الدماء، ضُحي من أجله بالدماء وبالأوطان، علينا أن نحفظه وأن نحامي عنه وألا نُغلي من أجله شيئا".