غضبة الحرية والكرامة

قال العلامة الدكتور يوسف القرضاوي إن من حق المصريين والعرب والشعوب الإسلامية كلها أن تفرح بالنصر المبين لثورة شعب مصر، واعتبر ثورة شباب 25 يناير معلمة وملهمة للناس بأهدافها ومثلها العليا.

جاء ذلك في كلمة فضيلته خلال الاحتفال الذي نظمته الجالية المصرية بالدوحة مساء أمس الأربعاء بنادي قطر بمناسبة انتصار ثورة التحرير بعنوان "فرحة مصر"، حيث أكد أن شباب ثورة 25 يناير نصروا الله فنصرهم حتى فرح المؤمنون بنصر الله، وفرح العرب والمسلمون جميعا.

وأشار القرضاوي إلى أن هذه هي المرة الأولى التى يذوق فيها الناس طعم الفرحة الحقيقية منذ عقود، عندما قضت الثورة على الفساد والطغيان، مؤكدا أن الله يمهل الطغاة ولا يهملهم.

وقال: إنه من حق المصريين والعرب والشعوب الإسلامية كلها أن تفرح بهذا النصر المبين، واعتبر ثورة شباب 25 يناير معلمة وملهمة.. علمت الناس كيف يحيا الإنسان، خاصة أنها كانت ذات أهداف ومثل عليا.

وأضاف: إننى أنظر الى الشباب فأرى فيهم الأنصار الذين كانوا يؤثرون على أنفسهم فى سبيل الله، لأنهم أظهروا كل معاني التضامن والتعاون والولاء لله والوطن في الميدان، وتحرروا من الخوف واستخفاف الناس بهم عندما خرجوا.. فكانوا أبناء انضم اليهم الآباء والشعب كله، حتى ثارت ثورة شعبية قدر عددها فى جمعة الرحيل بحوالى 20 مليون.

ووجه القرضاوي رسائل شكر، أولها لله العلي القدير الذى وفق شباب الثورة، ولثوار تونس الذين ضربوا المثل والقدوة، وشكر صبر الشباب وعزمهم القوي بميدان التحرير، والشعبَ المصريَّ الذى تكاتف معهم، والجيشَ المصري الباسل الذى حماهم وزاد عنهم، كما شكر قناة الجزيرة كنافذة إعلامية قدمت الحقائق من أرض الواقع رغم كل محاولات التضييق التى مورست ضدها.

وفي كلمته بالمناسبة، نيابة عن الجالية المصرية في قطر، قال المهندس محمد عيد، إن الشباب رسموا عبر صحف وشاشات العالم، صورة مصر الحرة الأبية التى وضعت مصر فى مكانها اللائق، وشكر لقناة الجزيرة التغطية الصادقة لأحداث الثورة، ولفضيلة الدكتور يوسف القرضاوى مدده الروحى للثورة عبر الأثير.

ومن جانبه وصف المهندس مصطفى حسن، العائد من ميدان التحرير، مشهد الميدان بأنه كان ميدانا للشهداء وللكرامة والوحدة الوطنية، الذى لا يفرق بين مسلم ومسيحي، والذى طهر البلاد من الفساد.

وأضاف أنه كان ميدانا للتطوع تلاحم فيه الشباب كجسد واحد، حيث امتد ليطول ارض مصر كلها، لافتا أننا الآن أمام غاية جديدة وهى استرداد حقوق الشعب.

ومن ناحيته حيا حسن بن حسن (الباحث والأكاديمي التونسي) شباب مصر وتونس وشهداء الثورتين، وقال: إننا أمام عهد جديد ليس للعروبة فقط بل للمسلمين جميعاً، لأننا أمام حدث تاريخى تحررت فيه الأمة من الهزائم المتتالية إلى النصر بفضل الثوار.

وشهد الحفل كوكبة من الشخصيات، حيث ضم الدكتور سيف عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات الإسلامية - مؤسسة قطر(مصر)، والدكتور محمد الشيب الأستاذ بكلية الشريعة - جامعة قطر(قطر)، والأستاذ الدكتور عبد الجبار سعيد أستاذ الحديث بكلية الشريعة - جامعة قطر(فلسطين)، والدكتور محمد النجار رئيس الجالية، والسفير المصري محمود أبو دنيا، وجمع من أبناء الجالية المصرية.