فرحة عارمة برحيل الطاغية

هنأ الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المصريين بنجاح ثورتهم؛ معتبرا أن هذا اليوم هو يوم من أيام الله أقر الله فيه أعيننا بهذا النصر، واقترح أن يسمى ميدان التحرير بميدان ثورة 25 يناير ليذكرنا بهذه المدرسة (الثورة) التي يتعلم منها الناس خدمة الغير وحب الوطن.

وقال د. القرضاوي في حديث وجهه عبر فضائية الجزيرة مساء أمس بعد إعلان تنحي الرئيس المصري حسني مبارك: "هذا يوم من أيام الله، سجدنا فيه لله شكرا، حقق آمالنا واستجاب لنا".

وأضاف بحزم: "كنت واثقا أن هذا الشباب الثائر الساخط المضحي لابد أن يجني ثمرة الشهداء الذين سقطوا برصاص الذين لا يخشون خالقهم، هذا الشباب كان لابد أن ينتصر، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، منذ زمن لم نعش فرحتنا، أراد الله أن يقر أعيننا بهذا النصر العظيم لشعب مصر الذي طالما اتهموه بأنه يرضخ للظلم فرأينا هذا الشباب يفعل العجائب".

وبشأن تغيير اسم ميدان التحرير قال: "رأينا ميدان التحرير واقترح أن يسمى بميدان ثورة 25 يناير، فقد أصبح مدرسة أو جامعة يتعلم فيها الناس خدمة الغير وإنكار الذات وحب الوطن".

واستطرد د.القرضاوي: "لم يكن معقولا أن ينتصر الباطل على الحق والطاغية على الشعب، لذلك كنت مطمئنا وأقسمت اليوم في خطبة الجمعة، لكن الله ألهمني أن أقسم أن هذا الشعب سينتصر، هذه سنة الله".

وبسعادة قال: "أهنئ هذا الشباب وشعب مصر وكل بلاد العرب والمسلمين وأحرار العالم".

واختتم حديثه قائلا: "أظن أن مصر كلها خرجت من بيوتها فرحة اليوم فثورة شعب مصر قام بها كل أطيافه الفقراء والأغنياء، المسلمون والمسيحيون، الكل قال لا لهذا الطاغية".

قَسَمٌ قبل الرحيل

وكان د. القرضاوي قد أقسم بلهجة واثقة في خطبة الجمعة11-2-2011 قبل إعلان تنحي مبارك بساعات بأن النصر سيكون للشباب المصري؛ "فهم بذلوا كل عزيز وغالي وثابروا في الميدان والله لا يضيع عملهم هباءً وسدى".

كما حمل مبارك مسئولية دماء القتلى بإصراره على البقاء في السلطة قائلا: إن حسني مبارك يقع على عاتقه مسئولية القتلى الذين سقطوا في المظاهرات، وذلك بسبب إصراره على البقاء في الحكم.

وتساءل القرضاوي أثناء خطبته، موجهًا حديثه لمبارك "ألم يكفيك 30 عامًا ارحل حقنًا للدماء وحفاظا على الأرواح والأموال التي تسفك بسبب وجودك في الحكم، لماذا لا ترحل وتصر على البقاء مقابل ستة أشهر".

وأوصى الشباب بأن يظلوا في الميدان اليوم ويثبتوا على ما هم عليه إلى أن يتحقق هدفهم، مشددا على أن تظل ثورتهم سلمية ولا يرجعوا لبيتوهم إلا وقد حققوا ما يسعون إليه متمنيًا لهم أن يحققوا ما يريدون لأن الله ورسوله والمسلمين معهم.