د. عز الدين إبراهيم - رحمه الله |
يحتسب يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وإخوانه في مجلس الأمناء، عند الله تعالى معالي الأخ الحبيب، والصديق الحميم، فقيد الأمة الإسلامية، والدعوة الإسلامية، والثقافة الإسلامية، والتربية الإسلامية: العالم الأديب المربِّي الكبير، الأستاذ الدكتور عز الدين إبراهيم، العضو المؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والذي توفي صباح السبت في العاصمة البريطانية، بعد معاناة من داء عضال، ندعو الله أن يجعل معاناته طهورا له.
وقد عاش الدكتور عز الدين حياته كلَّها، شابًّا وكهلاً وشيخًا، في خدمة الإسلام، ثقافة وحضارة، ورسالة وأمة، بدءا بمصر الذي عمل فيها قريبا من الإمام حسن البنا، الذي كان يحبُّه ويقدِّمه كثيرًا، ومرورًا بقطر، الذي كان له دور يُذكر ويُشكر في بناء مؤسَّساتها التربوية، ابتداء بعمله في التوجيه التربوي، وعمله مساعدا لمدير معارف قطر، وانتهاء بعمله في اللجنة الاستشارية العليا بكلية الدراسات الإسلامية الإسلامية بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
واستقرارا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي إمارة أبو ظبي خاصَّة، قريبا من حاكمها ورئيس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي عيَّنه مستشارا ثقافيًّا له، وتوليه لأكثر من منصب، منها: مدير جامعة الإمارات، ومدير صندوق التضامن الإسلامي، وشارك في عدد من الحوارات الإسلامية المسيحية، وكان له دور في ترشيد المسلمين السود في أمريكا، كما خدم جهات إسلامية كثيرة عن طريق مؤسسة الشيخ زايد الخيرية، وله إسهامات في التأليف والترجمة مركَّزة وعميقة ونافعة، كما شارك في العشرات، وربَّما المئات من المؤتمرات والندوات العلمية والدعوية المتنوِّعة، في كلِّ قارات الدنيا. نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا.
رحم الله عزَّ الدين إبراهيم، وجعل مثواه الفردوس الأعلى، وجزاه عن دينه وأمَّته وعن العلم والدعوة، والتربية والثقافة، خير ما يجزى العلماء العاملين، والأئمة الربانيين، وأن يعوِّض الأمة فيه خيرا.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
يوسف القرضاوي