د. يوسف القرضاوي |
العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يعرب عن أمله في أن يتدخل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في قضية "كشمير"، محاولا إيجاد حل لها، على غرار الجهود التي يقوم بها في كل من إقليم دارفور وفلسطين ولبنان...
الدوحة - أعرب العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن أمله في أن يتدخل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في قضية "كشمير"، محاولا إيجاد حل لها، على غرار الجهود التي يقوم بها في كل من إقليم دارفور وفلسطين ولبنان.
جاء هذا خلال استقباله وفد اللجنة البرلمانية الباكستانية الخاصة حول كشمير برئاسة مولانا فضل الرحمن مفتي محمود عضو المجلس الوطني الإثنين 19-10-2009.
ويأتي هذا بينما تلقى الشيخ القرضاوي رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، رسالة خطية من العاهل المغربي الملك محمد السادس أعرب فيها عن دعمه لجهود المؤسسة لنصرة المسجد الأقصى.
وأعرب الشيخ القرضاوي عن أمله في أن يتدخل الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في قضية "كشمير" ومحاولة إيجاد حل لها، قائلا إن: "الأمير رجل لديه همة عالية في تبني القضايا الشائكة ومحاولة إيجاد حلول لها، فلو تبنى هذا الأمر فسيكون من حسن حظ هذه القضية؛ لأنه عمل على حل أكثر من قضية في دارفور ولبنان وفلسطين، ولم يدخر وسعا فجزاه الله خيرا".
كما أعرب عن دعمه لأهل كشمير، قائلا: "نحن مع كشمير بقلوبنا وألسنتنا وبأيدينا عند اللزوم"، ودعا للوفد الباكستاني بأن يسدد الله خطاهم ويشد أزرهم لنصرة قضية كشمير وكل قضايا الإسلام.
من جهته أطلع رئيس الوفد الباكستاني مولانا فضل الرحمن، الشيخ القرضاوي على الجهود التي تقوم بها اللجنة البرلمانية من أجل قضية كشمير.
وبين أن زيارته لقطر تأتي في إطار جولة شملت تركيا أيضا لإبراز القضية وتحريكها، خاصة بعد أن تراجعت وأصبحت وراء حجاب في ظل الأوضاع التي سيطرت على المسلمين منذ سنوات في فلسطين وأفغانستان والعراق.
ولفت إلى أن الوفد سبق أن زار السعودية بوصفها أحد أعضاء لجنة شئون كشمير في منظمة المؤتمر الإسلامي التي تتألف أيضا من باكستان والنيجر وتركيا، وبين أن الوفد التقى صباح الإثنين وزير الدولة للشئون الخارجية القطرية أحمد بن عبد الله آل محمود، وتلقوا ردود فعل مشجعة.
محاولات للضغط
مولانا فضل الرحمن قال في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" إن "رؤية باكستان لحل قضية إقليم كشمير هي السعي لتطبيق قرارات الأمم المتحدة التي تقر بحق تقرير المصير للكشميريين".
وشدد على أن "حل هذه المشكلة يأتي عن طريق الحوار مع الهند (التي تسيطر على شطر من الإقليم)، وبالفعل كانت هناك مفاوضات، ولكن نيودلهي قاطعت الحوار في أعقاب هجمات مومباي في نوفمبر 2008".
وكشف مولانا فضل الرحمن عن وجود "محاولات باكستانية للضغط على الهند سياسيا ودبلوماسيا للرجوع للحوار"، ولفت إلى أنه زار كلا من قطر وتركيا والسعودية ومقر منظمة المؤتمر الإسلامي في وقت سابق للحصول على الدعم السياسي والدبلوماسي.
وتصاعد التوتر بين إسلام آباد ونيودلهي إثر هجمات مومباي التي سقط فيها أكثر 171 قتيلا، وعلقت الهند العمل باتفاقية السلام بين البلدين عقب تلك الهجمات؛ حيث تتهم باكستان بالضلوع فيها.
وكان الشيخ القرضاوي قد دعا الحكومة الهندية في تصريحات سابقة إلى الاستجابة للحق والعدل والعمل على حل قضية كشمير بالسلم لا بالحرب وبالتفاهم لا بالصراع، وشدد على ضرورة أن يقدم المسلمون واجب العون والمساعدة لشعب كشمير؛ لأن ذلك واجب العقيدة والأخوة الإسلامية وواجب القِبلة الواحدة والملة الواحدة.
أصل المشكلة
وكشمير مقسمة بين الهند وباكستان اللذين خاضا بسببها حربَيْن من ثلاثة حروب بينهما منذ الاستقلال عن الاحتلال البريطاني واستقلال باكستان عن الهند في عام 1947.
وتدعم باكستان والأمم المتحدة حق الشعب الكشميري في تقرير مصيره، وهو ما تعارضه نيودلهي، ويطلق على الجزء الذي تسيطر عليه الهند من الإقليم اسم جامو وكشمير، بينما يطلق اسم "أزاد كشمير" على الجزء الذي تسيطر عليه باكستان، ويعني كشمير الحرة باللغة الأردية.
ومنذ عام 1989 يشهد القسم الهندي من كشمير حركة انفصالية مسلمة مناهضة للهند أوقعت ما بين 43 و60 ألف قتيل، بحسب منظمات حقوقية.
وعلى مدار 20 عاما لم يذق الجزء الخاضع للسيطرة الهندية من الإقليم ذي الأغلبية المسلمة، طعم الراحة والهدوء، ولا يزال المسلمون في الشطر الهندي يتعرضون لشتى أنواع الظلم والاضطهاد، ما بين عنف وإساءة وتهميش وأوضاع معيشية صعبة.
رسالة العاهل المغربي
وليس بعيدا عن قضايا الأمة الإسلامية، تلقى الشيخ القرضاوي رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية رسالة خطية من العاهل المغربي كشف خلالها الملك محمد السادس أنه "بصدد إطلاق مبادرات عملية لحشد المزيد من الدعم الدبلوماسي والسياسي والإعلامي لقضية القدس".
وتعد الرسالة استجابة لدعوات عديدة وجهها الشيخ القرضاوي لحكام الأمة الإسلامية للتحرك لدعم صمود الأقصى في وجه إجراءات التهويد الإسرائيلية المتواصلة.
وبين العاهل المغربي في رسالته المؤرخة بتاريخ الخامس والعشرين من سبتمبر 2009 والتي تم الكشف عنها في 19 الجاري، أنه سيقوم "بالتحرك على الصعيد الدولي لوقف السياسة الإسرائيلية والتوسعية والاستيطانية وكسب المزيد من التأييد للشعب الفلسطيني المكافح في سبيل استرجاع حقوقه المشروعة وفي طليعتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وشدد الملك محمد السادس على أنه "لن يدخر جهدا للدفاع عن الوضع القانوني الخاص بمدينة القدس كأرض واقعة تحت الاحتلال بما يكفل الحق الفلسطيني الثابت لها كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية".
وأكد أن "القدس ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده ولا قضية الحكومات فقط وإنما هي قضية الجميع من علماء ورجال الفكر والإعلام والسياسة والأعمال". وطالب بتناسق أكبر وأوثق لترسيخ الوعي بأن "القضية المقدسة قضية كل مسلم عبر فتح المجال أمام المحسنين والجمعيات الأهلية والعامة والصناديق الإسلامية لتقديم الدعم المطلوب".
وأعرب العاهل المغربي الذي يترأس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي، عن استعداده لدعم مؤسسة القدس الدولية بما يصب في صالح القدس والمسجد الأقصى.
ووجه الشيخ القرضاوي نداءات عديدة، في خطبه أو خلال مشاركاته في أي محفل، إلى المسلمين كافة، حكاما وشعوبا، إلى أن ينهضوا بدورهم، ويهبوا لنجدة المسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف والأرض المباركة وإنقاذها من براثن الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أنها أمانة في أعناق الجميع.