المفكر المغربي أبو وزيد المقرئ الإدريسي

وصف المفكر المغربي "أبو وزيد المقرئ الإدريسي" العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأنه " بمثابة مؤسسة بمفرده" تعمل لخدمة تيار الوسطية، الذي يتصدى لكل أشكال التطرف والتنطع والتشدد.

وقال الإدريسي في حوار لموقع مدارك (شبكة إسلام أون لاين.نت) عن الوسطية: الشيخ يوسف القرضاوي هو بمثابة مؤسسة بمفرده حتى لو توفاه الله بعد عمر مديد في طاعته وخدمة دينه، فقد ترك ما لا يقل عن 20%، مما كتب بشكل مباشر في الوسطية، وكل ما كتب فهو بشكل غير مباشر في الوسطية، فعندنا الآن 3 مراجع، عندنا شخص قدم فكرة، وكما هو في الغرب كفولتير أو لومبير أو كانط أو هيجل.

وعن المكانة التي أصبح يتبوئها تيار الوسطية، قال الإدريسي: إن تيار الوسطية قد فرض نفسه في الساحة الإسلامية كخيار وحيد بالحجة والإقناع، وبالنتيجة العملية والمآلات العملية لخيارات أخرى غير الوسطية، والحمد لله أن كتب للوسطية رجل بحجم الشيخ يوسف القرضاوي حتى يكون رائدها ومرسخها والمنظر الأكبر لها.

وأضاف: لم تكن الوسطية والدعوة لها تلقى تجاوبا عند الشباب المتحمس؛ (لأنها مقرونة بما أشرت إليه أنت من اللين، المفضي إلى الضعف)، إلى أن تَبين أن رواد الوسطية، هم رواد المقاومة والصمود. فيوسف القرضاوي هو أكبر مدعم معنويا وفكريا للمقاومة في أفغانستان والعراق وفلسطين، مدعما لها أيضا بالفتاوى وبالمؤسسات وبجمع التبرعات، وهو نفسه هو رائد الوسطية التي تتصدى لكل أشكال التطرف والتنطع والتشدد".

وردا على سؤال: ما هي الوسطية؟ قال الإدريسي: حدد الشيخ القرضاوي الوسطية في عشرين نقطة، يمكن أن نجمعها في نقطة واحدة، "الوسطية هي الاعتدال بين طرفين مذمومين، وليست مطلق الاعتدال بين طرفين متباعدين".

فلو كان الأمر هندسيا، نقطة في خط مستقيم بين نقطتين متقاربتي المسافة، كل منهما إلى اليمين أو الشمال بنفس المسافة، لكان من قتل عشرين نفسا وسطا بين من لم يقتل وبين من قتل أربعين، وكان من سرق ألفا وسطا بين الأمين الذي لم يسرق، وهذا خطأ.

إذن.. فالوسطية ليست وسطية هندسية ميكانيكية، ولكنها وسط بين طرفين مذمومين.. كالكرم فهو وسط بين البخل والتبذير، والشجاعة فهي وسط بين الجبن والتهور، وكغيرها من الأطراف المذمومة، التي وسطها هي الأحسن والأجدى.

طالع الحوار