واشنطن – هاجمت واحدة من أكبر المنظمات اليهودية الأمريكية الداعمة لإسرائيل الداعية والمفكر الإسلامي البارز الدكتور يوسف القرضاوي وموقع إسلام أون لاين المرتبط بالقرضاوي الذي اتهمته بـ"التطرف" في حين اتهمت الموقع بـ"تشجيع المنظمات الإرهابية".

واتهمت "رابطة مكافحة التشهير"، وهي من أهم منظمات اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، الشيخ القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وموقع إسلام أون لاين بالترويج للتطرف، بسبب مواقف الشيخ والموقع المعارضة للاحتلال الإسرائيلي.

وجاء هجوم المنظمة على الدكتور القرضاوي وموقع إسلام أون لاين ضمن اتهام المنظمة لحملة تعريفية بالإسلام تقوم بها منظمة "الدائرة الإسلامية في أمريكا الشمالية" في الولايات المتحدة، بالارتباط بمواقع إنترنت "معادية للسامية"، وهي التهمة التي توجهها المنظمة عادة لمنتقدي ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.

وفي بيان وصلت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك نسخة منه وصفت الرابطة الشيخ القرضاوي بأنه "منظّر متطرف من جماعة الإخوان المسلمين".

وقالت الرابطة إن موقع إسلام أون لاين "يروج للجماعات الإرهابية المعادية لإسرائيل، وقد وصف الصهيونية بأنها ’سرطان‘، وزعم بشكل متكرر أن العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تبرهن على رغبتهما المشتركة في اضطهاد المسلمين".

واتهمت المنظمة، التي تراقب الإعلام العربي والإسلامي بشكل مستمر، اتهمت موقع إسلام أون لاين بنشر قصيدة في قسم "ثقافة وفن" في يناير/2008 "تقدم تعليمات تصويرية عن كيفية قطع رأس أحد الأشخاص".

والقصيدة التي أشارت لها المنظمة اليهودية من تأليف مسلمة إنجليزية متشددة تُدعى سامينا مالك، ألفت قصيدة بعنوان "كيف تقطع رأسا"، وأدانتها محكمة بريطانية بتهمة حيازة كتابات يمكن استخدامها في أعمال إرهابية.

لكن مراجعة قامت بها وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك لقسم "ثقافة وفن" على الصفحة الإنجليزية لموقع إسلام أون لاين خلال يناير/كانون الثاني 2008 كشفت أن الموقع لم ينشر القصيدة من باب تأييده بل وصفها بالقصيدة "الشائنة"، ودعا القراء إلى تقديم "بدائل شعرية" للقصيدة، واحتفى بالبدائل الشعرية المقدمة من القراء ومن بينها قصيدة بعنوان "كيف تكون سلاما".

وكان الدكتور يوسف القرضاوي قد تعرض لهجوم مشابه الشهر الماضي عندما نشرت اللجنة الأمريكية اليهودية، وهي منظمة يهودية أمريكية نافذة أيضا، قد أطلقت إعلانا احتل صفحة كاملة في صحيفتي وول ستريت جورنال ونيويورك بوست الأمريكية الخميس 11 يونيو، وصف القرضاوي ضمن قيادات عربية وإسلامية بأنهم من أبرز العقبات أمام السلام في المنطقة.

هذا ويُشار إلى أن رابطة مكافحة التشهير من أكبر المنظمات اليهودية الأمريكية وأوسعها نفوذا، وكان مديرها التنفيذي، الناشط أبراهام فوكسمان، من بين القيادات اليهودية الأمريكية التي التقت بالرئيس الأمريكي باراك أوباما في 13 يوليو/تموز الجاري.

وتجدر الإشارة إلى أن الرابطة متخصصة في رصد الانتقادات الموجهة لإسرائيل وخصوصا في إعلام الدول العربية والإسلامية؛ حيث تخصص المنظمة على موقعها أقساما داخلية لرصد الإعلام في الدول العربية.

وتقوم المنظمة بنشر تقارير دورية في هذا الصدد وتوزيعها على الإدارة الأمريكية وعدد من كبار رجال الكونجرس المعنيين بالدول العربية، وهي التقارير التي يلجأ الكثير من أعضاء الكونجرس المتعاطفين مع إسرائيل للاستشهاد بها في تنديدهم بالدول العربية.