صدر للعلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رسالة بعنوان " موجبات تغير الفتوى في عصرنا" يعالج فيها الضوابط العلمية لقضية تغير الفتوى، ويفتتح بها سلسلة "قضايا الأمة" التي بدأ الاتحاد في إصدارها.
وفي تقديمه لرسالته يؤكد القرضاوي أن " مقام الإفتاء في دين الله مقام عظيم، لا يجوز الاستهانة به، ولا توليته لمن ليس أهلا له، سواء من ناحية الفقه والفكر أم من ناحية الدين والخلق. وقد كان سلف الأمة يستنكرون أن يستفتى من ليس مؤهلا للفتوى، ويعتبرون ذلك أمرا عظيما منكرا".
ويشير إلى خطورة وضع الفتوى اليوم بقوله:" صنفت الكتب في شروط المفتي، وأدب المفتي، وأدب المستفتي، وعقدت في عصرنا المؤتمرات من أجل ذلك. وخصوصا بعد انتشار الفضائيات، وظهور المفتين (على الهواء) الذين يفتون في كل شيء، ولا يقولون مرة: لا أدري! أو هذا السؤال يحتاج إلى بحث أو مراجعة، أو مشاورة. وقد قال بعض السلف: من أخطأ قول (لا أدري) فقد أصيبت مقاتله".
وفي تقديمها للرسالة ثمنت لجنة التأليف والترجمة بالاتحاد جهود د. القرضاوي ودعت علماء الأمة إلى المساهمة في إثراء "قضايا الأمة" بقولها: " واستشعارا منه لأهمية هذه القضية أبى فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد حفظه الله تعالى إلا أن يكتب فيها بحثا علميا مرشدا كان هو فاتحة سلسلة "قضايا الأمة "، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا . ولجنة التأليف والترجمة في الاتحاد تدعو العلماء إلى الإسهام ببحوثهم في هذه السلسلة، مع مراعاة طبيعتها وحجمها كما شرحنا، والإسهام بملاحظاتهم وتوجيهاتهم لتطويرها وترشيدها".