شيخ شريف |
الدوحة – رحب الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد بدعوة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي للمصالحة بين الفصائل الصومالية المتناحرة، معربا عن استجابته غير المشروطة لهذه الدعوة وأمله في أن تستجيب باقي الفصائل لها.
وقال شريف في رسالة بعث بها للشيخ القرضاوي الإثنين 23 فبراير: "نؤكد لكم استجابتنا لدعوتكم دون أية شروط مسبقة واستعدادنا التام للتعاون معكم وبذل كل ما بوسعنا لإنجاح مساعيكم التي نرجو أن تكلل بالنجاح".
وتابع قائلا: "مازلنا نمد أيدينا لإخواننا الذين خالفونا في الرأي والاجتهاد ونقول لهم تعالوا إلى تمكين الإسلام وتحقيق الحرية والسلام الذي سعينا إليه وجاهدنا من أجله".
وأكد شريف استمرار انحيازه لنهج المصالحة الصومالية وصولا إلى "الهدف المنشود الذي هو تحرير الأرض من الغازي والمحتل وتمكين الإسلام في شئون الحياة العامة هديا يخرج الناس من الظلمات إلى النور".
وعقب تنصيب الرئيس شريف نهاية يناير الماضي تباينت مواقف فصائل المقاومة والحركات الإسلامية في الصومال ما بين مؤيدة له ومعارضة.
إذ أعلنت 4 حركات تأييدها للرئيس الجديد وهي: المحاكم الإسلامية في الداخل بقيادة الشيخ عبد القادر علي عمر، وحركة الإصلاح (إخوان مسلمون) بقيادة الشيخ عثمان أحمد إبراهيم، وحركة التجمع الإسلامي (توجه إخواني)، وينتمي إليها شيخ شريف، وجماعة أهل السنة والجماعة (صوفية)، إضافة إلى قيادات في المجتمع المدني ورجال القبائل.
أما الفصائل المعارضة فهي: حركة شباب المجاهدين، والمحاكم الإسلامية - جناح أسمرة، وسلطة مدينة كسمايو، والجبهة الإسلامية، ومعسكر عانولي. وأعلنت الجماعات الأربع الأخيرة تأسيس تحالف مناهض لرئيس البلاد الجديد أطلقت عليه اسم الحزب الإسلامي.
أثلجت الصدور
وفي الإطار ذاته أعرب الرئيس الصومالي عن امتنانه بتهنئة الدكتور القرضاوي بانتخاب البرلمان الصومالي له رئيسا للبلاد قائلا: "إنها أثلجت صدور المجاهدين في الصومال، لما للقرضاوي من مكانة علمية واحترام في قلوب المسلمين والشعب الصومالي".
وكان الاتحاد قد أصدر بيانا في مطلع فبراير الجاري هنأ فيه الشعب الصومالي بقيادته الجديدة، وطالب فيه الدول العربية والإسلامية وكذلك جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بمساندة الصومال وقيادته على الخروج من دائرة عدم الاستقرار التي يعاني منها منذ عام 1991. كما وجه الدكتور القرضاوي دعوة يوم الجمعة الماضي لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة دعاه فيها إلى رعاية حوار مصالحة بين الفرقاء الصوماليين.
ومن هذا المنطلق وصل مقديشو يوم الجمعة الماضي وفد من الاتحاد لبدء حوار مصالحة بين الفرقاء، حيث التقى في اليوم التالي بالفعل مع ممثلين لعدد من الفصائل في مقدمتها الحكومة الجديدة وهيئة علماء الصومال (مستقلة) بزعامة الشيخ بشير صلاد، والحزب الإسلامي المعارض بزعامة عمر إيمان.
وتركزت المباحثات حول ضرورة تحقيق مصالحة تخرج الصومال من دوامة العنف التي دخلتها منذ سقوط نظام الرئيس الراحل محمد سياد بري قبل نحو 17 عاما، ويرى مراقبون أن هذه اللقاءات هي محاولات استكشافية لمعرفة توجهات الفرقاء وتقييم الأوضاع تمهيدا لحوار المصالحة.
_________
المصدر: إسلام أون لاين نت.