<!--?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /-->

 

 موقع القرضاوي/24-8-2008

القاهرة – طالب العلامة الدكتور يوسف القرضاوي - رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - "المسئولين في مصر بفتح ليس للأمة مشروع حقيقي إلا مشروع النهضة بالإسلام ، وأن أي مشروع آخر لا يستطيع أن يصنع لهذه الأمة شيئا .

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ" أبناء المسلمون كالجسد الواحد كالبنيان يشد بعضه بعضا ، يسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم ، هم أسرة واحدة، هم جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.. رمضان يذكرنا بحق إخواننا علينا، بحق الأمة كلها علينا.. الأمة الإسلامية التي لا نستطيع أن ننفصل عنها، لأن انفصالنا عنها معناه أن نهلك ونموت".

أمة الإجابة

وفي بداية المحاضرة تساءل القرضاوي: إذا تحدثنا عن الأمة فأي أمة نعني؟ وأجاب: حين تذكر هذه الكلمة في المحيط الإسلامي فليس لها إلا معنى واحد ومفهوم واحد هو أمة الإسلام، أمة القرآن، أمة محمد عليه الصلاة والسلام، أمة الإجابة.. العلماء يقسمون العالم إلى قسمين: أمة الدعوة وهذا هو العالم كله لأن العالم كله مخاطب بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى " تَبَارَكَ الَّذِي نَـزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا"(الفرقان:1)، " (الأعراف:158).. العالم كله أمة الدعوة من دخل في الإسلام ومن لم يدخل، ولكن هناك أمة الإجابة، حيث وفق الله القليلين من الناس، وهم الذين استجابوا لدعوة محمد صلى الله عليه وسلم " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" (البقرة: 143) فهي الأمة الوسط، ووسطية هذه الأمة تتجلى في أشياء كثيرة أهمها: وسطية المنهج.. منهجها وسط بين الغلاة والمقصرين، بين اليمين واليسار، بين المغالين في الروحية والمغالين في المادية، بين المغالين في الاتجاه إلى الدنيا والمغالين في الاتجاه إلى الآخرة.. هي أمة وسط في كل شيء تجمع بين المثالية والواقعية.. تمزج الروح بالمادة والعقل بالقلب والسماء بالأرض.. هذه هي الأمة الوسط . تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ "، لافتا إلى أنها أمة أخرجت، أخرجها مخرج ، لم تنبت من نفسها، إنها أمة مجعولة، مصنوعة "

وقال إن ثالث صفات الأمة الإسلامية هي: الوحدة :"وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ"(المؤمنون:52) فكأنه تعالى يشير إلى أنه لا تتم العبادة ولا تكمل التقوى إلا بأن تتحد الأمة، مشيرا إلى أنه يعيب على بعض الكتاب - حتى الإسلاميين منهم - قولهم "الأمم الإسلامية" فليست هناك أمم إسلامية إلا من باب المجاز فالأصل أنها أمة واحدة  

واستطرد: الأمة موجودة حقيقة وتأتي أحداث تجمع شمل هذه الأمة، انظر حينما ظهرت الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى محمد صلى الله عليه وسلم  

رمضان يحي الأمة

وحول أثر الشهر المعظم في الأمة قال القرضاوي: نعم رمضان له أثره في إحياء الأمة لأن هذه الأمة كما قلت هي أمة الإسلام وبقاؤها بالإسلام، وانتصارها لا يكون إلا بالإسلام، ووحدتها لا تكون إلا بالإسلام، وعزها لا يكون إلا بالإسلام، ولذلك إذا أرادت هذه الأمة أن تحقق وحدتها هل تستطيع أن تحقق وحدتها تحت عنوان الاشتراكية أو الديمقراطية أو العلمانية أو الرأسمالية أو الليبرالية؟ لا أبدًا.. لا يمكن، خذ مثلا الاشتراكية أي اشتراكية؟!.. فالاشتراكيات أنواع وألوان.. فالاشتراكية الثورية ، الاشتراكية الهادئة ، الاشتراكية الماركسية ، الاشتراكية غير الماركسية،كان يعلم الصحابة بوسائل الإيضاح، فخط يوما خطا على الرمل مستقيما، فقال: هذا صراط الله المستقيم، ثم خط عن يمينه وعن شماله خطوطا متعرجة وملتوية، وقال: هذه سبل على رأس كل منها شيطان يدعو إليه ثم تلى الآية الكريمة: " وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ" (الشورى:52-53)، ولذلك نجد القرآن دائما يفرد النور ويجمع الظلمات " اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ" (النور:35) .

لا انتصار بدون الإسلام

وأكد القرضاوي: إذا أردنا لهذه الأمة أن تتحد فلن تتحد إلا بالإسلام، وإذا أردنا لهذه الأمة أن تنتصر فلن تنتصر إلا بالإسلام، بغير الإسلام لا تنتصر هذه الأمة، في مصر جربنا حربين معروفتين للشعب المصري: حرب 67 وحرب 1393هـ العاشر من رمضان. في حر ب67 كانت هناك عنتريات كما يقال، كنا نقول: سنلقي إسرائيل في البحر وسنؤدب إسرائيل ومن وراء إسرائيل سنفعل وسنفعل ثم كانت النتيجة ما سموه بحرب الأيام الست وأنا أقول إنها حرب الساعات الست، لأنه منذ الساعات الست الأولى انتهت المعركة بعد ضرب الطيران في مكانه قبل أن يتحرك وأصبحنا عاجزين وأصبحت جيوشنا في العراء، وكان شعارهم في تلك المعركة: بر بحر جو،   الموافق 6 أكتوبر 73 كان قد حدث تغير نفسي.. هذا قانون إلهي، لا يمكن أن يحدث تغير في الحياة إلا إذا تغيرت الأنفس، الماركسيون عندهم قاعدة تقول: غير علاقات الإنتاج يتغير التاريخ. ونحن نقول: غير نفسك يتغير التاريخ . "  

لا تقدم بدون الإسلام

وأكد القرضاوي مجددا: لا يمكن أن تتحد هذه الأمة إلا بالإسلام، ولا يمكن أن تنتصر هذه الأمة إلا بالإسلام، ولا يمكن أن تتقدم هذه الأمة إلا بالإسلام.. كل العالم الإسلامي محسوب في البلاد المتخلفة، نستورد ما يصنعه الآخرون، فأمة الحديد لم تتعلم صناعة الحديد، والقرآن حينما يسمي سورة بهذا الاسم فذلك لينبهنا إلى شيء مهم.. إلى أهمية الحديد في الحياة المدنية والحياة العسكرية، فحينما يقول الله تعالى: " (الحديد:25) و " إشارة إلى الصناعات الحربية "

واختتم الشيخ القرضاوي محاضرته بالقول: ينبغي أن نشعر بأن رمضان فرصة لنذكر الأمة بأنها أمة واحدة ونذكر الأمة بالتوبة إلى الله من ذنوبها، أن نتوب إلى الله ونتطهر ونتزود ونفعل الخيرات، فرمضان ربيع الأمة الإسلامية فيه تتجدد كل عام .. تتجدد عقولها بالمعرفة.. بدروس العلم، بتلاوة القرآن ومطالعة التفاسير، تتجدد القلوب بالإيمان بذكر الله، بالعبادات، بالصلاة، بالقيام، بالتواصل.

استمع للمحاضرة

______________