أكد فضيلة الشيخ القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على أن الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وقد قرنها الله بالصلاة في القرآن الكريم عشرات المرات؛ نظرًا لمكانتها في الإسلام. وجيش أبو بكر -رضي الله عنه - الجيوش لقتال الممتنعين عن دفع الزكاة بعد موت النبي – صلى الله عليه وسلم –؛ فكانت الدولة الإسلامية أول دولة في التاريخ تعلن الحرب من أجل الزكاة.
جاء ذلك في حلقة أمس الأحد 13-5-2007 من برنامج الشريعة والحياة الذي يذاع أسبوعيًا على قناة الجزيرة القطرية، وتناولت كيفية استثمار أموال الزكاة، وما هي أوجه إيتاء الزكاة، وما حكم نقل الزكاة من بلد إلى آخر، وما هو نصيب الفقير من الزكاة، وكيف يمكن تحقيق سياسة رشيدة من أجل ضمان صرف الزكاة.
وردًا على سؤال من معد البرنامج حول "على من تجب الزكاة"، قال فضيلة الشيخ القرضاوي هي تجب على الأغنياء، فكما أرسل النبي – صلى الله عليه وسلم – سيدنا معاذًا إلى اليمن وقال له أعلمهم أن الله فرض عليهم الزكاة، تؤخذ من أغنيائهم لتعطى إلى فقرائهم".
وأضاف القرضاوي: "الأغنياء في الإسلام ليسوا فقط مليونيرات العرب والمسلمين، وإنما الغني في الإسلام هو من يملك النصاب المحدد تبعًا لوسيلة الدفع، فلكل مال نصاب خاص به، فإذا بلغ صاحبه النصاب كان غنيا، على أن يكون مملوكًا كل الملكية لصاحبه، قادرًا على التصرف فيه، ناميًا بطبيعته، فائضًا عن حوائجه الأصلية، وسالمًا عن الدَّيْن".
وحول "من يستحق الزكاة"، أفاد فضيلة الشيخ بأن الإسلام حدد مصارف الزكاة، مبينًا أن هذه الميزة لم تكن في الدول والأمم السابقة، حيث كان حكامها يجمعون الأموال حتى من الفقراء الكادحين، وفي المقابل من ذلك كانت تصرف على الإمبراطور وحاشيته، وعلى جيشه، والقرى النائية المتعبة لم يكن ينالها شيء!. وقد أراد الإسلام أن يحدد مصارف الزكاة حتى يحُول دون طمع البعض فيها؛ حتى إنه حدد أجور العاملين عليها.