يعتذر فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن إلقاء خطبة الجمعة11-5-2007 في مسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة، في حين يواصل فضيلته درسه الرابع في تفسير سورة الحجر غدا بالمسجد الجامع عقب صلاة المغرب.
ويستأنف فضيلته حديثه عن الرعيل الأول من صحابة رسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة من الأسابيع القادمة، وكان فضيلة الشيخ قد توقف في الجمعة قبل الماضية مع الصحابي الجليل أبي عبيدة بن الجراح أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الذين أسلموا مبكرا قبل أن يدخل النبي وأصحابه دار الأرقم، التي تخرج فيها الجيل الأول الذي قاد الدنيا بعد ذلك.
وكان القرضاوي قد قال معلقا على بدء رحلة أبي عبيدة مع الإسلام: "كان أبو عبيدة من الخمسة الذين ذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: عثمان بن مظعون، وعبيدة بن الحارث، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة بن عبد الأسد،وأبو عبيدة بن الجراح. ذهبوا إليه، فعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن، وأنبأهم بشرائع هذا الدين؛ فأسلموا في ساعة واحدة، فكان بذلك من السابقين الأولين".
وتساءل د.القرضاوي: أتعرفون ما معني السابقين الأولين؟ أي الذين صحبوا محمدا منذ فجر الإسلام، صحبوا هذا الرسول العظيم، المعلم الأول، عاشوا في ظلال هذه التربية المثلى التي تربي الروح والجسد، والعقل والقلب، التي تنمي العلم والإيمان، تكوِّن الشخصية المتكاملة. هكذا كان أبو عبيدة، خريج مدرسة الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي، التي كانت قرب جبل الصفا، وكان يلجأ إليها كل من دخل في الإسلام، يذهب ليتعلم هناك، والتي لها معلم أوحد هو محمد صلى الله عليه وسلم، ولها مصدر أول هو كتاب الله عز وجل.
من ناحية أخرى، يواصل فضيلة الدكتور القرضاوي إلقاء دروس التفسير للقرآن الكريم في المسجد الجامع بالدوحة الجمعة 11/5/2007 عقب صلاة المغرب.
وكان الشيخ قد تناول تفسير بعض آيات القرآن من سورة الحجر –وهي سورة مكية وعدد آياتها 99- بدءًا من الآية الكريمة التي يقول فيها رب العالمين: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) (الحجر:22)، والتي تُظهر -مع آيات أخرى تليها- قدرة الله وحكمته ووحدانيته وإبداعه وكماله في خلقه، واتصافه بالآيات الحسنى.
وكما قال الشيخ، فقد ذكر القرآن العديد من الآيات الدالة على قدرته، كاشفًا عن أحد مبادئ خلق الله يكمل كل منهما الآخر، إلا هو سبحانه وتعالى الواحد الأحد والفرد الصمد.
وواصل فضيلته تفسير الآيات، إلى أن وصل إلى قوله سبحانه وتعالى: (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (الحجر:39).
يشار إلى أن فضيلة الشيخ كان قد اعتذر لجمهوره عن عدم إلقاء خطبة الجمعة الماضية 3/5/2007 ودرس التفسير؛ نظرا لسفره إلى دولة البحرين لحضور ندوة قضايا الزكاة في الفترة من 5 إلى 7 مايو الحالي.