يعود فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي -رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- اليوم الإثنين إلى الدوحة قادما من دولة البحرين، بعد انتهاء مشاركته في أعمال الندوة الفقهية التي نظمها مجمع الفقه الإسلامي الدولي حول القضايا المعاصرة للزكاة، وذلك في الفترة من 5 إلى 7 مايو الحالي.
وتناولت أعمال الندوة -عبر جلساتها التي امتدت على مدى أيام ثلاثة- عددا من المحاور المهمة، مثل أوعية الزكاة، والأنصبة، والمقادير الواجبة، ونقل الزكاة، وحوليتها، ومصارفها، واستثمار أموالها، وإعطاء غير المسلمين من الزكاة، بالإضافة إلى عدد آخر من القضايا المعاصرة المتعلقة بالزكاة.
وكانت مناقشات الندوات داخلية، إلا أنه من المقرر أن تُعلن التوصيات التي خرج بها المنتدون اليوم عبر جلسة عامة خلال الحفل الختامي للندوة.
وتعقد الندوة تحت رعاية وزير العدل والشئون الإسلامية البحريني الشيخ خالد بن علي آل خليفة، ويشارك في تنظيمها الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة.
تأتى أعمال الندوة في إطار عالم اليوم الذي يشهد تطورا سريعا ومتلاحقًا في مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وقد باتت معه الزكاة واحدة من أهم المرتكزات في طريق تنمية الاقتصاد الإسلامي وتطوير آلياته ووسائله.
وقد شارك في الندوة قرابة خمسين من كبار العلماء والمختصين في قضايا الاقتصاد الإسلامي والزكاة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
وكان من أبرز المشاركين: العلامة القرضاوي، والأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية الشيخ آية الله محمد علي التسخيري، وعضو هيئة كبار العلماء بالسعودية الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع، ورئيس الهيئة الشرعية الموحدة لمجموعة البركة عبد الستار أبو غدة، والأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي محمد الحبيب ابن الخوجة، وكبير المفتين بدائرة الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الإمارات أحمد عبد العزيز الحداد، ورئيس الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة الشيخ صالح كامل، ومساعد الأمين العام للشئون الاقتصادية بالغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة أحمد محيي الدين.
يشار إلى أن مجمع الفقه الإسلامي الدولي جاء تأسيسه تنفيذا للقرار الصادر عن مؤتمر القمة الإسلامي الثالث "دورة فلسطين والقدس" المنعقد في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية في الفترة من 19 – 22 ربيع الأول 1401هـ (25 – 28 يناير 1981م)، و قد تضمن إنشاء مجمع يسمى (مجمع الفقه الإسلامي الدولي)، يكون أعضاؤه من الفقهاء والعلماء والمفكرين في شتى مجالات المعرفة الفقهية والثقافية والعلمية والاقتصادية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي؛ لدراسة مشكلات الحياة المعاصرة والاجتهاد فيها اجتهادا أصيلا فاعلا، بهدف تقديم الحلول النابعة من التراث الإسلامي والمنفتحة على تطور الفكر الإسلامي.
ويتخذ المجمع من مدينة جدة (المملكة العربية السعودية) مقرا له، ويتم اختيار أعضائه وخبرائه من بين أفضل العلماء والمفكرين في العالم الإسلامي والأقليات المسلمة في الدول غير الإسلامية، في جميع فروع المعرفة (الفقه الإسلامي، العلوم، الطب، الاقتصاد، الثقافة، ...إلخ).