يجلي فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي في كتابه الجديد " فقه اللهو والترويح" حكم الشرع في الكثير من التساؤلات التي يثيرها البعض في موضوع اللهو والترفيه ، خاصة بعدما أمسى هذا الموضوع من الموضوعات الحية والمهمة، التي دخلت حياة الناس في هذا العصر بقوة ، وباتوا يواجهون منها صنوفًا وألوانا.
ويلفت الدكتور القرضاوي ، في مقدمة الكتاب الذي يتكون من ثمانية أبواب ، إلى أن الناس ـ برغم ضخامة الغزو الفكري والثقافي والاجتماعي، مازالوا يسألون أبدا: ما موقف الدين من هذه المسألة أو تلك : أهو مقبول أم مرفوض؟ وما حكم الشرع في هذا الأمر: أهو حلال أم حرام؟
ويشدد فضيلته على أن الدين ـ رغم كل شيء ـ لا يزال هو الموجه الأول، والمؤثر الأول، والمحرك الأول، للجمهرة العظمى من أبناء الإسلام، ولا سيما بعد عصر الصحوة الإسلامية الذي ظهر وتجلى في السبعينيات وما بعدها من القرن الماضي (القرن العشرين) ، ولمسنا آثاره على العالم العربي، والعالم الإسلامي، وعلى الأقليات الإسلامية خارج العالم الإسلامي.
ويشير العلامة القرضاوي إلى أنه التزم في الكتاب منهجه في التيسير ما استطاع على عباد الله، وبخاصة أن ديننا قام على اليسر ورفع الحرج، وهو يريد أن يخفف عنا برحمته، لأنه خلقنا ضعفاء.
ويوضح فضيلته أن التيسير على الخلق في هذا العصر ألزم من أي زمن مضى، لغلبة دواعي الفساد، وكثرة المغريات بالرذيلة، والمعوقات عن الفضيلة، وانتشار شياطين الإنس الذين غدوا أخطر من شياطين الجن.
ويعتبر العلامة القرضاوي الكتاب تتمة لكتابه (فقه الغناء والموسيقى) فما الغناء وما يصحبه من آلات إلا جزء من اللهو والترفيه، ولكنه استغرق وحده كتابا كاملا، لما فيه من خلاف طويل الذيول.
ويتكون الكتاب من مقدمة وتمهيد وثمانية أبواب، يتناول الباب الأول
اللهو والترويح بالفكاهة والمرح والإضحاك ، فيما يجلي الباب الثاني موقف الشرع من اللهو والترويح باللعب، ويتطرق الثالث إلى اللهو والترويح بالألعاب الرياضية، والباب الرابع مخصص لـ "اللهو والترويح بالألعاب العقلية"، بينما الباب الخامس يتناول الرقص والتصفيق، والسادس عن القنص والصيد، أما الباب السابع فيدور حول حكم الشرع في اللهو والترويح بالأعمال الدرامية، وأخيرا يدور الباب الثامن حول اللهو والترويح بالمسابقات.