افتتح الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أعمال مجلس أمنائه مساء الأربعاء الماضي (8/11) في حفل استقبال في فندق الماريوت. تقدم المشاركين في حفل الافتتاح رئيس الاتحاد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي ونائباه الشيخ محمد علي التسخيري ومفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد الخليلي، أمين عام الاتحاد د. محمد سليم العوا وأعضاء مجلس الأمناء. كما حضر: وزير الداخلية د. أحمد فتفت، سماحة مفتي الجمهورية ممثلاً برئيس المحاكم الشرعية السنية القاضي الشيخ عبد اللطيف دريان على رأس وفد من علماء دار الفتوى، مفتي الجمهورية الصينية، أمين عام الجماعة الاسلامية المستشار الشيخ فيصل مولوي، أمين عام حزب الله ممثلاً بالشيخ محمد كوثراني والسيد حسن حدرج، السيد محمد حسين فضل الله ممثلاً بالسيد علي فضل الله، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ممثلاً بالمفتي الشيخ أحمد قبلان، مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس، مفتي حاصبيا الشيخ مصطفى غادر، المطران الياس عودة ممثلاً بالارشمنديت ألكسي مفرج، أمين الفتوى في الشمال الشيخ محمد إمام، السفير الإيراني محمد رضا شيباني، السفير السوداني جمال محمد إبراهيم، ممثل السفير السعودي، وفد تجمع العلماء المسلمين برئاسة القاضي أحمد الزين، رئيس رابطة علماء فلسطين الشيخ مصطفى داوود، أمين عام المؤتمر القومي العربي معن بشور، إضافة إلى لفيف من العلماء وممثلي الجمعيات.

بعد تلاوة من القرآن الكريم، افتتح أمين عام الاتحاد د. محمد سليم العوا الحفل بكلمة عرّف فيها بمراحل نشأة الاتحاد منذ ثلاث سنوات.

رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ألقى كلمة رحّب فيها بالحضور، وقال: لقد وحدت الحرب على لبنان العرب على اختلاف بلدانهم وأديانهم وفلسفاتهم واتجاهاتهم، السنة والشيعة، المسلمين والمسيحيين، وقفوا مع لبنان في هذه الحرب، لأن الأمة تحب الجد، ومن رأته جاداً وقفت معه، فوقف لبنان وقفة رجل واحد، وراء المقاومة والجهاد.

وتمنى القرضاوي أن يستمر لبنان موحداً كما كان خلال الحرب، الذي جمعته الحرب ينبغي أن لا يفرقه السلم، ويجب أن يبقى شعباً واحداً وبلداً واحداً وقوة واحدة، ولا يشمت فيه أعداؤه، ونرجو أن تتغلب الحكمة والاتفاق على المشاحنة والفرقة، فما أضر أمتنا في تاريخها الطويل الا الفرقة في ما بينهم إلا التشاحن.

وقال القرضاوي: يسرني أن ينعقد مجلس الأمناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بعد انتخابه في الجمعية العامة التي انعقدت في اسطنبول. والاتحاد العالمي هو مؤسسة شعبية لا تنتمي لدولة من الدول، ولا لحكومة من الحكومات، ولا لحزب من الأحزاب، ولا لجماعة من الجماعات، تنتمي للأمة الكبرى أمة العرب والمسلمين في كل مكان. هذا الاتحاد معروف باستقلاله ولا يعبّر عن سياسة أحد من الناس، إلا ما يراه هو في ضوء معرفته بالشريعة والإسلام والواقع والعصر.

أضاف القرضاوي: الاتحاد يعمل لخدمة الأمة الإسلامية كلها، مسلمين ومسيحيين وأعراق مختلفة ولغات مختلفة كلها يمثلها هذا الاتحاد (...) فمهمة الاتحاد أن يبني ولا يهدم، ويجمع ولا يفرق، يتخذ القاعدة الذهبية للإمام رشيد رضا - وهو لبناني الأصل من بلدة القلمون - التي يقول فيها «نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه»، فالناس بطبيعتها تختلف في أمورها الاجتهادية، لا يمكن أن تجعل عقول الناس واحداً، ولا مانع من الاختلاف، ولاخطر فيه، إنما الخطر في التعادي والتفرق (...).

وتطرق القرضاوي إلى ما وصفه أولى قضايا الأمة وهي فلسطين، قضية القضايا ومحور القضايا التي تصب عليها المصائب، ويقتل فيها من يقتل ويذبح فيها من يذبح، ويدمر ما يدمر أمام صمت العالم العربي والعالم كله، مجزرة تحدث اليوم وخلال الأيام الماضية ولا نجد أحداً يصرخ أو يحتج على ما يجري من جرائم. وقد أصدر الاتحاد العالمي بيانات وفتاوى تدعو لمساعدة فلسطين ونصرتها.

وتطرق الشيخ القرضاوي أيضاً إلى ما يجري في العراق فقال: إن أحداً لا يقبل ما يجري في العراق، لا السني ولا الشيعي ولا المسلم ولا المسيحي يقبل بدماء تسفك وحرمات تنتهك ومنازل تدمر ومساجد تخرب. الفتنة الطائفية التي تجري هناك لا تجوز أن تبقى بحال من الأحوال كماهي، وكلنا مسؤول، ويجب أن نتحمل مسؤولياتنا جميعاً «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».

ختم بالقول: هذا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هو اتحادكم، هو للمسلمين والمسيحيين، للسنة والشيعة، نريد أن نجمع كل هذه الأمة في هذا الاتحاد على اختلافها، أرجو أن تشدوا أزره وتقفوا إلى جانبه، وتعتبروا أنه اتحادكم، وليس له هدف إلا خدمة الأمة وخدمة المثل العليا التي جاءت بها الديانات السماوية كلها. نحن نريد الحفاظ على هذه المثل والقيم الأخلاقية التي لم يعد لها شأن ولا وزن في الحضارة الغربية التي غلبت عليها البهيمية والإباحية التي أباحت كل شيء.