جانب من الحفل |
"هذه الأمة لا تموت، وهذه بداية.. هذه الأمة لن تخذلنا ونحن مستمرون، والإسلام باق ما دام الله باقيا؛ كيف يزول الإسلام وأمة محمد باقية!؟ الإسلام منصور والمستقبل لهذا الدين العظيم، إن أوجب واجباتنا اليوم أن ننصر مشاريع هذه الأمة لنثبت أنها موجودة، وأنها ستنتصر، وأن بزوغ الفجر قد قرب إذ يبزغ الفجر بعد اشتداد الظلام...".
بهذه الكلمات أعلن العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس مجلس إدارة جمعية البلاغ الثقافية انطلاق مشروع وقف "رحمة للعالمين" للتعريف بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته، بلغات أوروبية مختلفة.
جاء ذلك في حفل أقيم مساء الأربعاء بالعاصمة القطرية الدوحة جمعت خلاله تبرعات نقدية، فاقت العشرة ملايين ونصف المليون ريال إضافة إلى تبرعات عينية من أراض وجواهر وأسهم وغيرها.
كما أعلنت الجهة المنظمة للمشروع، على لسان نائب رئيس مجلس إدارتها الشيخ علي محيي الدين القرة داغي، أن من طموحاتها إنشاء قناة فضائية تبث بكل اللغات وهو مشروع قيد الدراسة لتصحيح الصورة الخطأ عن الإسلام ونبيه الكريم..
وقال القرة داغي: "ما اتصلت بأحد لأحدثه عن هذا المشروع إلا وقال لي.. روحي فداك يا رسول الله".
وشهد الحفل تفاعلا كبيرا من المسلمين من أقطار متعددة مع الحملة، فهذا الطفل أحمد مازن (9 سنوات) يتبرع بكل ما عنده وهو ثلاثة ريالات، وهذه الفتاة "سمية" تنزع سلسلتها الذهبية من رقبتها لتقدمها، وذاك رجل أعمال سعودي يدعى محمد سرحان يتبرع بمليوني ريال قطري، وتلك شيخة من شيخات قطر تصر على أن تسلم الأموال نقدا ليد الشيخ القرضاوي، وغيرهم كثيرون.
كما توالت تبرعات وجهاء وشيوخ قطر تحت مسمى "فاعل خير" وتلك جميلة من غزة تتبرع بـخمسمائة ريال وآخر من مصر يقدم خمسة آلاف جنيه.
وتبلغ الحملة ذروتها فتتبرع نساء بعقود من الماس والذهب وتسبقهم الفنانة عبير الشرقاوي فتقدم خاتمها الذي وصل ثمنه 30 ألف ريال، أما والدة الشيخ أحمد الحمادي الذي كان يحفز الناس على التبرع فتتصل به لتضع أرضها البالغ قيمتها أكثر من مليوني ريال وقفا للمشروع.
من قطر للعالم
الفنانات يعرضن مجوهرات تم التبرع بها |
وناشد الشيخ القرضاوي المسلمين التبرع لصالح المشروع الذي قال إنه "ليس لأهل قطر وحدهم وليس لأهل الخليج، وإنما هو للعالم أجمع".
وتساءل: "هل المسلمون فقراء أم أنهم لا يتحمسون لمشاريع الأمة"، مذكرا بما كان من قساوسة مسيحيين اجتمعوا بولاية كولورادو الأمريكية عام 78 واتفقوا على مشروع لتنصير المسلمين بعد جمع ألف مليون دولار.
وتابع متعجبا: "كيف يدفع النصارى لدينهم ألف مليون دولار والمسلمون يبخلون بـمائة مليون ريال أي حوالي 27 مليون دولار (وهو المبلغ الذي تستهدفه حملة وقف رحمة للعالمين)".
ودعا الشيخ الأمة لجهاد مدني تدفع فيه الزكاة والصدقات وأموال التطهير والأموال المحرمة عن صاحبها يمكن دفعها لهذا المشروع.
واستغرب الشيخ بشأن أموال خليجية في بنوك أجنبية يترك بعض أصحابها فوائد هذه الأموال ليعطيها البنك لجمعيات يهودية وتنصيرية فيؤخذ المال لينصر به المسلمون، وأكد أن "هذه الأموال يجب ألا تترك لهذه البنوك؛ وإنما هي حلال على المشروعات الخيرية مثل مشروعنا هذا".
وأعاد الشيخ التذكير بالحاجة لموقع عالمي يعرف الناس بالرسالة والرسول، وقال عن الغربيين بوجه عام "إنهم يجهلون رسالة الإسلام.. إنها رسالة الحب ورسالة الحوار لا الصدام ورسالة التعاون على البر لا على العدوان".
نصر لأنفسنا
الداعية الكويتي د. طارق سويدان شارك عبر الهاتف، مؤكدا على أن "محمدا ليس في حاجة لنصرتنا لأن الله نصره (إلا تنصروه فقد نصره الله... الآية"، وإنما نحن ننصر أنفسنا".
وأشار إلى أنه لا ينبغي الدخول في صراعات مع الغرب لأن "هؤلاء لا يعرفون شيئا عن هذا الدين العظيم... لذا وجب توضيح صورة الإسلام عندهم لا الدخول في صراعات معهم".
د. حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الإعلام القطري السابق قال "نحن نستهدف الأكثرية (من الغربيين) التي لا تعرف الإسلام"، مشددا على أن "هذه الأكثرية لو عرفت الإسلام لغيرت موقفها، وهذا المشروع إنما يستهدف هؤلاء".
وأطرب الحفل الفنان إيمان البحر درويش والفنان عادل الكندري من الكويت، كما كان لحضور الفنانات عبير الشرقاوي ومي عبد النبي وعفاف شعيب دور بارز في شحذ همم المتبرعين وعرض المجوهرات التي تبرعت بها النساء.
وكان الدكتور القرة داغي نائب رئيس مجلس إدارة جمعية البلاغ الثقافية قد دعا إلى تأسيس الوقف الخيري لصالح مشروع "رحمة للعالمين" خلال مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء 10-10-2006.
وجاءت فكرة إنشاء موقع "رحمة للعالمين" لتعريف الأمم الأخرى بسيرة النبي الكريم بعد الأزمة التي تسببت فيها صحيفة "يولاندز بوستن" الدانماركية بنشرها في سبتمبر الماضي 12 رسمًا كاريكاتيريًّا مسيئًا لخاتم المرسلين، وهي الرسوم التي تناقلتها صحف غربية أخرى، مما أثار غضب المسلمين حول العالم.