دعا فضيلة الدكتور العلامة الشيخ يوسف القرضاوي المسلمين في كافة أرجاء العالم إلى إخراج زكاة الفطر لهذا العام، كلها أو على الأقل ثلاثة أرباعها أو نصفها؛ لإغاثة ومساعدة الشعب الفلسطيني الذين يعاني من حصار جائر منذ أكثر من نصف عام.
وشدد القرضاوي، في حلقة هذا الأسبوع من برنامج "الشريعة والحياة" على قناة الجزيرة الفضائية، على أن قضية فلسطين من أوجب القضايا بالإنفاق عليها، خصوصًا في ظل ما تعترض لها من "حصار وتجويع حتى يسقط الشعب وتسقط الحكومة وتسقط القضية، لولا أن هذا الشعب صامد وصابر، وقال نقبل الحصار والجوع ولا نقبل الخنوع ولا الركوع".
ومضى القرضاوي مشددًا "نحن لا يجوز لنا أن نجعلهم يجوعون أو يركعون، لا بد أن نساعدهم.. نساعدهم بالزكاة، حتى أنا قلت يجوز أننا نعجل الزكاة سنة قبلها ونعطيها لإخواننا وبغير الزكاة بالحقوق التي بعد الزكاة نعطيهم من وصايا الأموات، نعطيهم من ريع الأوقاف، نعطيهم من الصدقات التطوعية، نعطيهم من الأموال التي فيها شبهة أو المكاسب التي فيها حرمة هي حرام على أصحابها حلال على هؤلاء".
معونة إخوانكم
وناشد العلامة القرضاوي أهل العلم والجمعيات الخيرية والمؤسسات الإسلامية في كل مكان أن تخصص زكاة الفطر في هذا العام أو على الأقل ثلاثة أرباعها أو نصفها لإخواننا في فلسطين، لافتًا إلى أن "كثيرًا من المسلمين لا يحرصون - للأسف- لقلة إيمانهم وضعف دينهم على زكاة المال، إنما 90% من المسلمين يحرصون على أداء زكاة الفطر".
وأضاف: أدعو المسلمين في كل مكان إلى أن يخصوا إخوانهم في فلسطين بزكاة الفطر، خصوصًا المسلمين العرب والمسلمون في بلاد الخليج، أدعوهم أن يجمعوا زكاة الفطر ويخصصوها لمعونة إخوانهم في فلسطين فهم أولى الناس بها.. أولى الناس بها لحاجتهم؛ لأنهم فقراء ومساكين وجائعون ولا يجيدون القوت ولأنهم في سبيل الله".
ولفت القرضاوي إلى أنه لو قام مليار مسلم، من بين مليار ونصف المليار مسلم في العالم، بإخراج زكاة الفطر هذا العام لصالح الفلسطينيين فإنه يمكن جمع ملياري دولار، بمتوسط ثلاثة دولارات أو دولارين للفرد.
إجماع على النصرة
وقطعت الدول الغربية، وخصوصًا الولايات المتحدة وأوروبا، مساعداتها عن الشعب الفلسطيني منذ مارس الماضي، كما علقت إسرائيل من جانبها نقل المبالغ التي تحصلها من الرسوم التي تفرضها على البضائع التي تدخل إلى الأراضي الفلسطينية لصالح السلطة الفلسطينية والتي تصل بحسب البنك الدولي إلى 65 مليون دولار شهريًّا، أي قرابة ثلثي عائداتها.
وفي مواجهة ذلك، أصدر الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فتوى أكد فيها أنه من المفروض "على الأمة الإسلامية وخصوصًا القادرين من أبنائها في الشرق والغرب والشمال والجنوب أن يمدوا يد المعونة لإخوانهم (في فلسطين) الذين يتهددهم الجوع، ويجب أن تقدم لهم الزكاة، سواء من مصرف النصرة في سبيل الله أو مصرف الغارمين، والزكاة لهم هي أولى الفروض ولكنها ليست آخرها".
كما أفتى علماء الأمة الإسلامية في مؤتمر "الفقهاء والعلماء المسلمين لنصرة شعب فلسطين" الذي انعقد بالعاصمة القطرية الدوحة يومي 10 - 11 مايو 2005 بوجوب إعانة الفلسطينيين ماليًّا، وتقديم التبرعات لهم، كما لوّحوا بإمكانية مقاطعة البنوك العربية والإسلامية التي ترفض تحويل الأموال إلى الحكومة الفلسطينية.
وجاء في البيان الختامي للمؤتمر: "العون المالي هو اليوم أوجب الواجبات على المسلمين كافة، ويجب أن يسعوا بكل طاقاتهم، أفرادًا وجماعات وشعوبًا وحكامًا، إلى تقديم العون (للفلسطينيين) من أموال الزكاة والصدقات...".