أكد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن اعتذار البابا بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان عن إساءاته للإسلام وللرسول الكريم، محمد صلى الله عليه وسلم، ليس اعتذاراً بل يمثل إهانة أخرى واتهاماً للمسلمين بعدم الفهم.
ورفض القرضاوي، في حلقة هذا الأسبوع من برنامج "الشريعة والحياة" الذي بثته فضائية الجزيرة مساء الأحد 17-9-2006، التوضيح الصادر عن بابا الفاتيكان لتصريحاته المسيئة للإسلام.
واشترط أن يصدر "اعتذار حقيقي" من البابا من أجل المشاركة في الحوار الإسلامي المسيحي.
ودعا القرضاوي إلى تحويل يوم الجمعة المقبل إلى يوم "للغضب العاقل" احتجاجا على تصريحات البابا، ومضى مضيفا "ندعو المسلمين في يوم الجمعة القادم، آخر جمعة من شهر شعبان، أن يجعلوه يوم غضب عاقل، نريد غضبا سلميا غير متهور".
وكان البابا بنديكت السادس عشر قد اعتبر في عظة قداس الأحد التي ألقاها بمنزله الصيفي في كاستلغاندولفو قرب روما، أن تصريحاته بشأن الإسلام أخرجت من سياقها وأسيء فهما، معربا عن أسفه للغضب الشعبي العارم الذي انتاب المسلمين في أنحاء العالم.
لكن الدكتور القرضاوي فند ذلك بالقول: "حين يكون الكلام صريحاً لا نسأل عن النيات"، معتبراً توضيحات بابا الفاتيكان القائلة بأن المسلمين أساؤوا فهم تصريحات البابا إساءة أخرى للمسلمين.
ولوح القرضاوي -في حال عدم سحب النص الذي ورد في محاضرة البابا الثلاثاء- بالانسحاب من مؤتمر الحوار المسيحي الذي عقد جلسات في روما وبرشلونة.
يوم غضب
ودعا القرضاوي المسلمين إلى عدم الاعتداء على الكنائس والاكتفاء بمظاهرات واعتصامات سلمية بعد صلاة يوم الجمعة المقبل، كما طالب السفراء العرب والمسلمين لدى الفاتيكان بتقديم احتجاجات كتابية على تصريحات بابا روما.
وعبّر القرضاوي عن أسفه لتلك المغالطات والإساءات التي لم يكن لها مبرر والتي أساءت لأكثر من مليار مسلم، داعياً البابا للاعتذار الصريح عن كل ما صدر عنه.
وأشار أن الإسلام فرض الجهاد دفاعا عن النفس، وأنه لم ينتصر بالسيف بل انتصر على السيف الذي سلط عليه منذ البداية.
وفي محاولة لاحتواء الغضب الذي عم العالم الإسلامي بسبب تصريحاته المسيئة، أوضح بنديكت السادس عشر أن الاقتباس الذي أورده في كلمته التي ألقاها في جامعة ريغينسبرغ بألمانيا الثلاثاء الماضي عن الجهاد والحرب المقدسة، لم يكن يعكس وجهة نظره الشخصية بل كان موجودا في كتاب من العصور الوسطى كان قد قرأه في وقت سابق.
وأعرب البابا عن أمله أن تهدئ هذه الكلمات مشاعر المسلمين وأن توضح ما كان يعنيه في الكلمة التي ألقاها بألمانيا والتي "كانت بمجملها دعوة لحوار صريح ومخلص يسوده الود والاحترام المتبادل".