الباحث إبراهيم التركاوي أثناء عرض رسالته

خلصت أطروحة علمية نوقشت بقسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة إلى أن "منهج التجديد في الفكر الإسلامي للعلامة الشيخ يوسف القرضاوي" اتسم بالشمول كمنهج إمامه الشيخ حسن البنا الذي جمع بين عقلية السلف وروحانية التصوف، كما مزج بين العلم والدعوة، والتثقيف والتربية، والفكر والحركة، والدين والسياسة، مشيرة إلى أنه قدم طريقة جديدة لحقائق الإسلام جمعت بين ثوابت الشرع ومتغيرات العصر.

وانتهى الباحث إبراهيم حسن التركاوي، في أطروحته (منهج التجديد وأثره في الإصلاح عند الشيخ يوسف القرضاوي.. دراسة تحليلية مقارنة)، التي حصل بها على درجة الماجستير بتقدير ممتاز، إلى "أن الشيخ القرضاوي أكمل ما ظهر من قصور في حركة جمال الدين الأفغاني السياسية، وحركة محمد عبده العلمية".

وقد تشكلت لجنة الإشراف والمناقشة والحكم على الرسالة، الإثنين 4/9/2006م، من كل من: الدكتور مصطفى حلمي، أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم– مشرفا، والدكتور محمد السيد الجليند، أستاذ الفلسفة الإسلامية بالكلية – مناقشا، والدكتور عبد الفتاح فؤاد، أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية التربية جامعة الإسكندرية– مناقشاً.

صيحات التجديد

جاءت بنية الرسالة مشتملة على:

مقدمة: بينت أهمية الدراسة من حيث كونها تأتي في وقت تتعالى فيه الصيحات بحتمية التجديد والإصلاح؛ لتضع معالم التجديد الحق للفكر الإسلامي وتميز بين أوليائه وأدعيائه.

ووضحت أن المجدد الحقيقي هو الذي يجدد الدين بالدين وللدين، أما من يريد تجديد الدين من خارجه؛ أي بمفاهيم مستوردة وأفكار دخيلة فهو أبعد ما يكون عن التجديد الحق.

ثم مدخل: قدم تعريفا لعصر الشيخ من النواحي الدينية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية مع بيان أثر كل ذلك على فكر الشيخ وتجديده.

مشهد يجمع أعضاء لجنة التحكيم والباحث

كما تعرض لنشأة الدكتور القرضاوي وحياته، ودراسته والشيوخ الذين أثروا فيه، مع بيان الآثار والجهود العلمية للشيخ، والوقوف على خصائصه النفسية ومؤهلاته التجديدية، وأثرها على نتاجه الفكري.

شرح الباحث بعد ذلك أبواب دراسته وهي ثلاثة أبواب:

يعرض الباب الأول منهم للجانب النظري لمنهج التجديد عند الشيخ القرضاوي، وذلك في تمهيد وثلاثة فصول تناولت حديثا عن التجديد وعلاقته بالإصلاح من خلال أبرز رواد مدرسة الإحياء والتجديد ابتداء بجمال الدين الأفغاني وانتهاء بالإمام حسن البنا.

ثم عرضا لمفهوم التجديد، ودوافعه عند الشيخ القرضاوي في الفصل الأول، وحديثا عن أسس التجديد وما يستند إليه من أصول وكذا خصائصه – عند فضيلة الشيخ أيضا - في الفصلين الثاني والثالث.

إسهامات متنوعة

أما الباب الثاني فقد قدم الجانب التطبيقي لمجالات التجديد عند القرضاوي كما اشتمل على ثلاثة فصول أيضا:

عرض للمجال العقدي والدعوي عند الشيخ وإسهاماته التجديدية في هذا المجال والتي تفرعت إلى أربعة عشر مبحثا؛ في الفصل الأول، ثم عرضا للمجالين الأخلاقي والاجتماعي عند الشيخ وإسهاماته التجديدية فيهما والتي تفرعت لثمانية مباحث؛ وذلك في الفصل الثاني، وأخيرا عرضا للمجالين السياسي والاقتصادي وبيان إسهاماته التجديدية فيهما أيضا والتي تفرعت إلى أربعة عشر مبحثا.

الباب الثالث والأخير من أبواب الدراسة تناول تحليل مدرسة الإحياء والتجديد للشيخ؛ في عرض لتحديات التجديد كما يراها الشيخ والتي تحول بين الحل الإسلامي وتطبيقه في الحياة، ثم عرض لمدرسة الإحياء والتجديد لفضيلة الشيخ من خلال نظرة تحليلية، ومحاولة للتعرف على موقع الشيخ من هذه الدراسة، وفي النهاية قدم عرضًا لأهم ما أثير حول فكر الشيخ مع مناقشته سواء أكان مما أثاره بعض الإسلاميين أو بعض العلمانيين.

وقد خلصت الرسالة إلى أن منهج الشيخ القرضاوي قام على تجميع كل القوى وتوحيد كل الجهود، في الوقت الذي تواجه الأمة فيه أخطارا جساما، كما أسهمت أفكاره في تجديد الفكر الإسلامي واتصاله وحفظه من الانقطاع، ومساعدة العمل السياسي الإسلامي على الانطلاق والتفاعل مع احتياجات العصر.

وفي النهاية قدم الباحث مجموعة من التوصيات الهادفة إلى أن تكون عملية التجديد شائعة في الأمة كلها شيوع المسئولية وألا تختص بفرد أو جماعة، وأن تترجم كتب الشيخ القرضاوي إلى الغرب، وتقدم كنموذج يبرز الوجه الإنساني والحضاري للإسلام.