أتفق فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي مع ما ذهب إليه فضيلة الدكتور أحمد الكبيسي، أحد علماء العراق المشهورين، بضرورة التزام خريجي الأزهر بالزي الأزهري المميز "الكاكولة". جاء ذلك خلال جلسات اليوم الثاني من الملتقى الأول لخريجي الأزهر المنعقد بالقاهرة فى الفترة من 11، 12-4-2006 .

وعلق القرضاوي على دعوة الكبيسي، بقوله: يعز علينا أن يكون هناك علماء كبار من الأزهر يلبسون زيا غير الزي الأزهري الذي لا يرتدونه إلا إذا تولوا منصبا في الأزهر الشريف.

واللحية أيضا

كما شدد الشيخ القرضاوي على أهمية التحاء علماء الأزهر، متسائلا: "لماذا لا يلتحي علماء الأزهر؟!".

ومضى يقول: "المسألة غريبة، أن يكون عالم الدين حليق اللحية، فالعالِم ينبغي أن يتميز بعمامته ولحيته".

نقد الذات

من ناحية أخرى، شدد الشيخ القرضاوي على ضرورة نقد الذات من أجل الإصلاح، مطالبا في الوقت ذاته بتوقير العلماء.

وضرب مثلا على أهمية التوقير بقوله: حينما انتصر الخميني في إيران سألني الناس: لماذا لا ينتصر علماء السنة كما انتصر الشيعة؟ فقلت: نحن ضعفنا، وهم أقوياء.

وأقول: السر أيضا هو أن ولاتهم مطاعون، أما عندنا فشيخ الأزهر غير مطاع، كما أن لديهم قوة مالية.

وأضاف أن الإمام الحسن البصري كان شديد النقد لولاة بني أمية، وكان السبب في قوته هو أن الناس محتاجون إليه، بينما كان هو مستغنيا عن دنياهم.

وقال: إن شيخ الأزهر تعينه السلطة وتعزله، وهذا سر ضعف الأزهر، فلا بد أن يترك أهل السلطة الحرية كاملة لشيخ الأزهر ليفعل ما يشاء.

غير أن الشيخ القرضاوي خالف د.الكبيسي الذي يرى أن الكليات العملية أضعفت الأزهر الشريف.

وأوضح الشيخ القرضاوي: "الفكرة الأساسية وراء تطوير الأزهر هدفها نبيل، ألا وهو تخريج الزراعي الداعية، والمهندس الداعية، وغير ذلك، ونحن نرى النصارى والمبشرين ليسوا في الأصل لاهوتيين ولكنهم علماء".

الزي ونفسية من يرتديه

وكان الدكتور أحمد الكبيسي قد قال فى مداخلة له: لقد تعرض الزي الأزهري للسخرية، وارتبط بالشخصيات التي لا ينظر إليها المجتمع بعناية كالمأذون؛ مما أدى إلى انهزام علماء الأزهر، وتخليهم عن زيهم، ومن ثم لبسوا الزي الأوربي بدلا منه.

وشدد على أن "الزي يؤثر دائما في نفسية مرتديه"، موضحا أنه لم يحدث في العالم أن تخلى علماء الدين عن زيهم إلا في الأزهر، ضاربا المثل بزي القساوسة.

وأضاف د.الكبيسي مستنكرا: أما علماء الأزهر فقد استبدلوا الرأس المكشوف بالعمامة، والكرافتة بالشال الأزهري، والبدلة بالكاكولة، معتبرا أن هذا التغيير أفقد الأزهر هيبته.

استقلال الأزهر

وعدّد الكبيسي مجموعة مطالبات كي تعود للأزهر تعدديته ومرجعيته التي يحتاج إليها العالم الإسلامي، ومن أبرزها استقلال الأزهر، وفتح مكاتب له في بلدان العالم؛ للتواصل مع خريجيه.

وانطلقت في الملتقى الأول لخريجي جامعة الأزهر دعوات متعددة إلى ضرورة استقلال الأزهر سياسيا وماليا؛ كي يستعيد دوره الريادي المفقود.

وأكد الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي وعضو مجمع البحوث الإسلامية أنه عندما كانت الأوقاف الخاصة بالأزهر ملكا له كان له كلمة مسموعة؛ لأنه كان مستقلا ماديا، وكان يعتبر المؤسسة الأم للمجتمع، أما عندما فقد الأزهر استقلاله المادي صار مؤسسة حكومية.

وأضاف: عندما كانت الأوقاف بعيدة عن سلطان الدولة، وكان للأزهر سلطان على أوقافه، عظمت الأمة، وحجمت الدولة، ولكن جاء محمد علي ليعظم الدولة على الأمة، فصادر الأوقاف، وجعل الإنفاق على المساجد من الدولة.

وبدوره، شدد الدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية على أهمية الأوقاف في أداء الأزهر لدوره كاملا، خاصة مع الطلاب الوافدين من مختلف بلدان العالم. وأوضح أن "أوقاف الأزهر كانت تتكفل بالإنفاق على طلبته، دون حاجة إلى إنفاق حكومي كما هو الحال الآن".

واختتم الملتقى الأول لخريجي الأزهر أعماله أمس الأربعاء، وكانت فعالياته قد انطلقت الثلاثاء 11-4-2006، بمشاركة شخصيات بارزة من كبار قدامى خريجي جامعة الأزهر.