القرضاوي |
طالب الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فى كلمته أمام الملتقى الأول لخريجي جامعة الأزهر أمس الثلاثاء 11-4-2006 بضرورة إنشاء جمعية عالمية للأزهريين في العالم الإسلامي وخارجه، بحيث يكون لخريجي الأزهر رابطة كبرى لا تنفصل عراها، مقرّها مصر، وتقوم بالربط بين الأزهريين في البلد الواحد، وفي الإقليم الواحد، وفي العالم أجمع.
وأكد القرضاوي خلال كلمته: أنه إذا تعاون علماء الأزهر جميعًا في العالم الإسلامي فإن ذلك سيمكنهم من الوقوف أمام التيارات والأخطار التي تحدق بالإسلام.
وأشار إلى أن الأزهر "رغم القصور الذي يعتريه" سيظل قلعة شامخة، وأضاف: "علينا أن نعترف بأن هناك قصورًا ونقصًا علينا أن نستكمله داخل الأزهر كي يستعيد عالميته ودوره الريادي في العالم".
وشدّد القرضاوي على أن علماء الأزهر خاصة، والمسلمين عامة ليسوا بحاجة إلى جيوش جرارة لإزالة البغي من العالم، وكل ما عليهم هو السعي لتحقيق العالمية للدعوة، واستخدام كافة وسائل الإعلام والقنوات الفضائية وشبكة الإنترنت، كما لابد من تمرين المسلمين على العيش في سبيل الله كما هم قادرون على الموت في سبيل الله.
هذا ومن المقرر أن يستمر المؤتمر الذى دعت إليه جامعة الأزهر الشريف يومين، بحضور كبار الشخصيات من خريجي جامعة الأزهر والذين تبوءوا مكانات سياسية أو علمية في أكثر من 80 دولة بأرجاء المعمورة.
وكانت شخصيات بارزة من كبار قدامى خريجي جامعة الأزهر قد طالبوا بإحياء دوره عالميًّا؛ لتمكينه من الوقوف في وجه الأخطار التي تحدق بالإسلام، وقدّم العديد منهم مقترحات لإنعاش دور تلك المؤسسة العالمية الإسلامية.
فروع للأزهر
مأمون عبد القيوم رئيس المالديف |
من جانبه دعا الدكتور مأمون عبد القيوم رئيس دولة المالديف الذي ألقى كلمة الخريجين أمام الملتقى، إلى ضرورة إنشاء الأزهر فروعًا له في أرجاء العالم، لا سيما في البلاد الإسلامية على غرار الكليات التي تنشئها الجامعات العالمية.
كما طالب بوضع "إستراتيجية متكاملة تأخذ في الاعتبار الأسباب التي أدت إلى تردي الأوضاع بالأمة، وكيفية استعادة الوحدة الفكرية والعقائدية داخلها، والتصدي للافتراءات التي تلصق بالإسلام"؛ ليستطيع الأزهر أن يواجه الحملتين الخارجية والداخلية للأمة "والتي تتمثل خارجيًّا في الهجوم على الإسلام، وداخليًّا بما تقوم به جماعات التطرف والتشدد من تمسك بالظواهر وترك الجوهر".
ودعا عبد القيوم أيضًا إلى تخصيص موقع على الإنترنت يكون وسيلة للتواصل بين خريجي جامعة الأزهر ووسيلة لتبادل الأفكار، ويغذي دائمًا بكل جديد في مجال العلوم الأزهرية، ومدارسة الآراء حول القضايا المعاصرة للوصول إلى تقارب فكري بين أفراد الأمة.
وأشار رئيس المالديف إلى أن علماء الأزهر من مختلف أنحاء العالم إن استطاعوا أن يحققوا هذه المقترحات مسترشدين بالأساليب العلمية الحديثة في إيصال الأفكار والفلسفات إلى الفئات ذات التأثير في توجيه الجماهير، "فإن الأزهر سيكون قد نجح في أخذ دوره العالمي في إظهار الإسلام في صورته الحقيقية".
ليست مذهبية
أما الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري فقد أشار إلى أهمية دور الأزهر، خاصة بالنسبة لمصر والعمل الدعوي بها، حيث يُعَدّ المصدر الأساسي للدعاة الذين يعملون في مساجد مصر البالغ عددها الآن نحو 95 ألف مسجد.
وأكد زقزوق على أن دراسة الأزهر ليست مذهبية، وأن التسامح هو السمة الأساسية لدراسته، ومن ثَم فإن عالميته نابعة من توسّطيته واعتداله.
وأضاف أن هناك العديد ممن تخرجوا من الأزهر، ولا يوجد بينهم متطرف واحد، وأن دراسة مصرية حديثة أشارت في ذلك إلى أن هناك 3 آلاف متطرف في مصر ليس بينهم أزهري واحد، "ومن هنا فإن الآمال منعقدة على دور الأزهر العالمي لإنهاء التطرف في العالم الإسلامي، حتى تستطيع الأمة أن تواكب عصرها".
الطيب النجار |
وفي السياق نفسه، أكد الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر أن التقارير الرسمية تشير إلى أن "قوائم قادة التطرف قد خلت من أبناء الأزهر الشريف والمتخرجين من جامعته؛ لأن منهج التعليم فيه يقوم على العقلانية والاعتدال، والوسطية".
وطالب الطيب بإنشاء رابطة لخريجي الأزهر، مشيرًا إلى احتياج العالم الإسلامي ككل لمثل تلك الرابطة، "خاصة أن العالم ترنو أعينه للأزهر؛ لأنه يكون صاحب كلمة الفصل في كثير من المشكلات التي تستجد في حياة الأمة".
ومن جانبه، ركز شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي في كلمته على شرح ملامح الدراسة بالأزهر، واهتمامها بالعلوم الشرعية والعربية، مشيرًا إلى دور الأزهر في تلقين العلم الذي أصبح ملموسًا اليوم بانتشار معاهده البالغة 7 آلاف معهد، وتزايد عدد طلابه وخريجيه الذين إذا ما تواصلوا لحققوا عالمية الأزهر المنشودة.