أقيم مساء أمس الاثنين 20/ 3/ 2006 حفل عشاء خيري بفندق شيراتون الدوحة دعا إليه فضيلة الشيخ العلامة يوسف القرضاوي بمناسبة إطلاق موقع رحمة للعالمين كخطوة عملية للرد على الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم التي نشرتها صحيفة «يولاندز بوسطن» الدنمركية، وبدأ الحفل بكلمة ترحيب للدكتور علي محيي الدين القرة داغي نائب رئيس مجلس إدارة جمعية البلاغ الثقافية «إسلام أون لاين. نت» وعرض لفيلم فيديو عن المشروع يعرض لأهميته لتعريف العالم بالرسول الإنسان والقائد والرحمة للعالمين على أن يبدأ المشروع في 2006 بالانجليزية ويستكمل بلغتين أخريين في 2007 .

وتحدث في الحفل الدكتور يوسف القرضاوي موجها الشكر لكل من ساهم في دعم المشروع خاصة آل المصطفوي ولقناة الجزيرة.

وأكد الشيخ أن هذه الليلة من ليالي الخير حيث قال: إن المشروع هو جهاد العصر فإذا كان الأثرياء في الماضي يجاهدون بأموالهم في تجييش الجيوش للوقوف في وجه الإمبراطوريات الزاحفة على بلاد الإسلام، فإننا اليوم بحاجة إلى دور للأثرياء في عالمنا العربي والإسلامي لتجييش الجيوش من حملة الأقلام والإعلاميين لنخاطب الناس بلغاتهم.

رب ضارة نافعة

وقال الشيخ القرضاوي: إن بداية المشروع هي الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم من قبل تلك الصحيفة الدنمركية لكن تراثنا يعلمنا أن من الشر ما يأتي بالخير وان من المصائب ما يأتي بالفوائد وكم من منحة في طي محنة «وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا»، وان هذه الإساءات البالغة لأعظم شخصية بشرية يتجسد فيها الكمال الإنساني جاءت خيراً للأمة فتجمعت من شتات وحيت من ممات واستيقظت من سبات وتحركت وحق لها ان تتحرك لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أن نصرته واجبة على كل مسلم ومسلمة حيث امتدح الله «الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه» وامتدح الفقراء المهاجرين لأنهم ينصرون الله ورسوله وان مسلمي اليوم مطالبون بان ينصروا رسول الله إذا أهانه من لا يعرفون قدره ومنزلته «إلا تنصروه فقد نصره الله».

مخاطبة الآخر

وأكد الشيخ القرضاوي أن الأمة مقصرة في مخاطبة الآخر حيث قال: إننا متهمون بأننا نخاطب أنفسنا وذواتنا ويكلم بعضنا بعضاً ولا نكلم الآخرين، لكن الإسلام دعوة عالمية، والرسول أرسله الله رحمة للعالمين بل وللثقلين الإنس والجن، لكن المسلمين يعيشون اليوم في عالم يضم 7 مليارات نسمة، منهم ثلاثة مليارات يعيشون ويموتون ولم يسمعوا عن محمد ولا رسالته وثلاثة مليارات آخرون سمعوا عنه صورة مشوهة ومنهم الأوروبيون الذين هم أقرب الناس إلينا، ولكنهم ورثوا صورة مشوهة من الحروب الصليبية عن محمد ولم يعرفوا إلا أنه ظهر بالجزيرة العربية ويعبد مع قومه حجراً أسود ويمسكون بالسيوف وأن هذه الصورة لم تتغير حتى عند المثقفين حتى جاءت هذه الصحيفة الدنمركية فاستحثت رساميها ليتنافسوا في رسم تخيلي عن محمد حتى يمتنع المسلمون عن تعظيمهم له ويقلعوا عما أسموه جنون العظمة الذي يعتقدونه في نبيهم.

غضب مطلوب

وعن الغضب الذي ضرب الشارع الإسلامي كله قال فضيلة الشيخ: من حق العالم الإسلامي أن يغضب من المحيط للمحيط ولكن نحن مطالبون بإبلاغ الرسالة، فالأمة مسئولة عن ضلال الأمم الأخرى وجهل الجاهلين بالإسلام ورسالته، ومن هنا كان إطلاق هذا الموقع بلغات الأوروبيين مستهلا بالانجليزية وتليها إن شاء الله الفرنسية والألمانية لنترجم لهؤلاء في عمل مؤسساتي يتجاوز النقل من لغة إلى أخرى إلى لغة تراعي مقتضى الحال عند المخاطبين تحقيقاً لمفهوم «البلاغ المبين» والأمر يحتاج إلى إعداد وتمويل شأن كل عمل استراتيجي وبناء مستمر.

دعوة للأثرياء

ووجه فضيلته دعوة إلى الأغنياء في قطر وفي العالم العربي والإسلامي ليساهموا مساهمة فعالة وأن يروا الله من أنفسهم خيراً وأن الرسول أقسم ولم يكن بحاجة إلى الحلف بأنه «ما نقص مال من صدقة». وقال إنه يمكن للمسلم أن يتبرع للمشروع من زكاة ماله في مصرف «وفي سبيل الله» الذي كان يوجه لتجييش الجيوش للدفاع عن السلام وإن هذه المهمة التي نحن بصددها هي جهاد العصر فيستطيع المسلم أن يتبرع له من الصدقات والتطوعية ومن ريع الأوقاف ومن وصايا الأموات، ومن الأموال المشبوهة كالفوائد فهي حرام على صاحبها حلال للفقراء ولجهات الخير حسبما أفتت بذلك المجامع الفقهية.