السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولا أحمد الله سبحانه وتعالى على أن سخر لنا عالما جليلا وسطيا كفضيلتكم في وقت كثر فيه الإنفلات والتسيب من جهة والتزمت والتشدد الديني من جهة أخرى.
هناك ثلاثة أسئلة نود أن نطرحها على فضيلتكم, ونرجو الإجابة عليها في أسرع وقت ممكن مع علمنا بكثرة مشاغلكم. أبدأ بتعريف صغير عن جاليتنا التي يقدر عددها بحوالي ثمانية ألآف مسلم من أصول مختلفة(باكستان, المغرب العربي, وبلاد الشام) والتي إتخذت جنوب مونتريال مكانا لإقامتها. في أواسط الثمانيات ( آب 1985) إشترينا كنيسة صغيرة وحولناها مسجدا نقيم فيه صلواتنا وتجمعاتناومع تزايد أعدادنا أصبح هذا المسجد ضيقا علينامما إضطرنا إلى التفكير ببناء مركز ومسجد أكبر يفي إحتياجاتنا كجالية مستمرة النمو والتزايد بحمد الله, وهنا يبدأ السؤال الأول: في سنة 1995 أشترينا أرضا تبلغ مساحتها 9290.30 متر مربع بمبلغ وقدره 500.000 دولار لنبني عليها مركزنا الجديد اللذي سوف يحتوي على مسجد, ومدرسة,ومكتبة, ودار حضانة, وملعب رياضي, بالإضافة على مركز للشباب. فيكون هذا المركز لنا ولأجيالنا القادمة من بعدنا. فنتوحد على إختلاف إصولنا تحت راية الإسلام.
وضع الإداريون المسؤوولون عن إقامة هذا المشروع خطة عمل لبناء هذا المركز وأعلمواالجالية أن التكلفة ستصل إلى ما يقارب الأربعة ملايين دولار. وفي شهر نيسان من عام 2003 وافقت بلدية بروسار( البلدة التي نعيش فيها) على إقامة المشروع. وبمبلغ وقدره 300.000 دولار كندي والأمل في الحصول على دعم مادي بما يقارب المليونين دولار من العديد من المؤسسات والمساجد في مونتريال وخارجها, والبلدان الإسلامية التي وعدت بالمساعدة بعد الإتصال بها, بُدأ بحفر الأساسات لهذا المشروع في ربيع 2004 على أمل إتمامه ضمن الخطة الموضوعة له خلال سنتين. ولكن وللأسف ورغم الإتصالات بتلك المؤسسات والبلدان كما ذكرنا آنفا لم يحصل الإداريون إلاَّ على الوعود. من جهة أخرى وبحمد الله سبحانه وتعالى ومن خلال عمل الإداريين الدؤوب خلال الخمس سنوات الماضية وكرم جاليتنا في جنوب مونتريال إستطاعوا الحصول على مبلغ 2.2 مليون دولار كندي كتبرعات و 400.000 دولار كندي كقروض حسنة, واصلوا فيها البناء تحت ضغوطٍ شديدة وظروف صعبة جداً نذكرها لكم:
1- الضغوط التي تعرضنا لها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.( نخاف أن نشرحها تفصيلا نلخصها بوضع قوانين شديدة من دولة في شمال أميركا, وفي فهمكم كفاية)
2- توقف الدعم المادي من المؤسسات الخيرية الإسلامية الكبيرة منها والصغيرة.
3- الإرتفاع الدائم لتكاليف البناء الناتج عن إرتفاع أسعار العقارات في مونتريال.
4- التأخر في الدفع لشركات البناء المتعاقد معها نظرا لنقص الموارد المالية.
5- الصعوبة في التعاقد مع متعهدين البناء أيضاً نظرا لنقص الموارد المالية.
6- المشاكل التي تعرض لها هيكل البناء بسبب برودة الطقس الشديدة( -40 درجة مئوية )لإنه لم يتم إغلاق المبنى ذلك نظرا لنقص الموارد المالية.
7- الإلحاح المستمر والدائم على الجالية للمزيد من التبرع في الوقت اللذي تشعر فيه الجالية بأنها أعطت بما فيه الكفاية.
8- الوقت الزمني المحدد والضيق الذي سمحت به البلدية لنا لإتمام المشروع.
9- تململ الجالية من التأخير في إتمام المشروع, والتأخير في بدأ النشاطات به رغم حصولنا في السنة الماضية وهذه السنة على إذن خاص من البلدية للسماح لنا بإقامة صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك.
10- المشاكل في الحصول على رخصة دائمة لإستخدام المركز في حال تأخرنا في إتمام البناء.
11- المشاكل في الحصول من البلدية ومن حكومة كيبيك على إعفاء من الضرائب لمركز قد تصل تكلفته إلى 4.5 مليون دولار كندي, حجة البلدية والحكومة الكيبيكية في ذلك أننا للآن لم نستعمل مركزنا لغايته المنشودة نظرا لعدم إتمامنا بناؤه. قد تصل هذه الضرائب المطالبين بدفعها إلى عشرات الألوف من الدولارات ( في كندا المؤسسات الخيرية تستطيع الحصول على إعفاء دائم من الضرائب المترتبة على المؤسسات الأخرى).
ونظرا لقلة الموارد المالية والتأخر في الدفع لشركات البناء المتعاقد معها توقف العديد منهم عن العمل مهددين بإتخاذ الإجراءات القانونية ضد المركز( يستطيع المتعهدون الحجز على المركز وبيعه بالمزاد العلني للحصول على مستحقاتهم)
تحت هذه الضغوط الكثيرة والقوية إضطر الإداريون المسؤولون عن هذا المشروع مستلهمين الحل من العلماء المتخصصين في التمويل الإسلامي من خلال موقع البنك الإسلامي للتنمية الحصول على قرض غير ربوي قدره مليون دولار من بنك في كندا بشروط مماثلة للبنوك الإسلامية وبضمانات شخصية من بعض الإداريين
(رهنوا بيوتهم ), ورسوم إدارية تدفع شهريا إلى البنك, و سداد تدريجي للقرض بالأقساط خلال فترة زمنية محددة. ويدَّعي هذا الموقع (البنك الإسلامي للتنمية) أن هذا النوع من القروض مطابق للشريعة الإسلامية. لمزيد من المعلومات الرجاء مراجعة
WWW.ISDB.ORG الموقع:
ما زال الإداريون يحاولون الحصول على الدعم المادي من الجالية الإسلامية في جنوب مونتريال, ومن المؤسسات الإسلامية في كندا وخارج كندا , ومن الدول الإسلامية لرد هذا القرض في أسرع وقت ممكن. نسأل فضيلتكم بعد أن نعلمكم أن البعض هنا أعتبر هذا النوع من القروض هي قروض ربوية وأن ما فعله الإداريون رغم كل الظروف التي شرحناها آنفا كان خطئا جسيما, وانقطعوا على حد علمنا عن الصلاة في مسجد هذا المركز وشبهوا هذا المركز بمسجد ضرار.
1- هل القروض على شروط البنك الإسلامي للتنمية تعتبر قروضا مطابقة للشريعة الإسلامية. 2- هل يعتبر قرار الإستدانة من البنك اللذي إتخذه الإداريون تحت الظروف التي شرحناها آنفا قرارا صائبا أم خاطئا بنظر الشريعة الإسلامية.
السؤال الثاني كما ذكرنا لكم في السؤال الأول على إختلاف أصولنا هناك إختلاف في عاداتنا وتقاليدنا. ففي إجتمعاتنا الدينية ( الصلاة: صلاة الجمعة, العيد, التراويح في رمضان) وفي إجتمعاتنا الدعوية (كالحفلات الخيرية للم التبرعات, أو الحفلات الثقافية كأن يكون هناك محاضرا, أو داعية إسلامي) يصر البعض على وضع حواجز من الستائر القماشية أو الخشبية لفصل النساء عن الرجال وعادة ما يكون ذلك على حساب النساء فلا يستطعن رؤية الخطيب أو المحاضر. فيكثر الضجيج المنبعث من جهة الأخوات فتسمع الخطيب يوجه الملاحظة تلو الأخرى لهن بالتوقف عن الكلام. حجة النساء في ذلك الأمر أنهم معزولون مهمشون عن الحدث. سؤالنا لفضيلتكم:
- هل وضع الحوا جز القماشية أو الخشبية للتفرقة بين الرجال والنساء فرض في شرعنا؟
- هل التفرقة بين الرجال والنساء عبر تخصيص أماكن محددة لكل منهما وتخصيص أماكن للعائلات دون حواجز قماشية أو خشبية أمر جائز شرعا؟
- هل وضع هذه الحواجز القماشية أو الخشبية للتفرقة بين الرجال والنساء في الصلاة فرض في ديننا؟
السؤال الثالث كل سنة في وقت تحديد بدء شهر رمضان نقع في إختلاف شديد فمنا من يريد وحدة المطالع ومنا من يريد إختلافها. إجتمع رأي العديد من المساجد تتزعمها منظمة إسنا ( المجتمع الإسلامي لشمال أمريكا) على إختلاف المطالع فيحدد بدء شهر رمضان في رؤية الهلال في كل قارة أمريكا. وفي معظم الأحيان ننتظر إلى الساعة الحادية عشر ليلا ليتم الإعلان عن بدء أو عدم بدء شهر رمضان ونحن ملتزمون بذلك لأن هذا رأي الأغلبية. لكن هناك شيخ جليل نحترمه يريد إتباع رأي إتحاد المطالع ويعلن عن بدء شهر رمضان مع الدول الإسلامية في الشرق الأوسط. فتناقشنا نحن وأياه في هذا الأمر من خلال فتوة قرأناها لك عبر موقع إسلام أون لاين أن الإتحاد في البلد الواحد أمر مطلوب فاقتنع هذا الشيخ والحمدلله نظرا لإحترامه لك ولرأيك لكنه سألني سؤال لم أستطع الإجابة عنه إذ قال لي: نجتمع مع إسنا في تحديد بدء شهر رمضان وتحديد يوم العيد لكن ماذا عن عيد الأضحى؟ إذ أن إسنا في السنوات الماضية عيدت عيد الأضحى بعد يوم من تحديده في السعودية حجتهم في ذلك أن السعودية تخطيء عمدا أو عن غير قصد في تحديد يوم العيد.
في تحديد عيد الأضحى الأولى إتباع إسنا أم إتباع السعودية؟
أفتونا جزاكم الله عنا كل خير. بارك الله لنا بك ونفعنا بعلمك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.