نظمت شبكة إسلام أونلاين الأحد 28 شعبان 1426هـ الموافق 2-10-2005م بالدوحة ندوة حول كيفية أداء زكاة المال. شارك فى الندوة فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، وفضيلة الشيخ على القره داغي. وقد تناولت الندوة عدة موضوعات هى زكاة الأسهم والشركات، و الخطوات العملية لكيفية الزكاة، و زكاة الودائع والحساب الجاري، و الديون فى الزكاة وأثرها، و زكاة أموال القصر وغيرها، وكذلك مقاصد الشريعة من الزكاة .
وكان الدكتور علي القرة داغي قد افتتح الندوة بكلمة رحَّب فيها بالحضور، وأثنى فيها على أصحاب الجهود المبذولة في إخراج هذا العمل، وقدم فيها الشيخ يوسف القرضاوي باعتباره صاحب السفر القيم والكتاب الجليل "فقه الزكاة" والذي يُعَدّ مرجعًا أساسيًّا للزكاة وكتابها.
وبدأ فضيلة الشيخ القرضاوي كلمته بتهنئة الأمة الإسلامية بقدوم شهر رمضان والذي عبَّر عنه الشيخ بأنه "ربيع حياة المسلم"، حيث يزكي نفسه ويتقرب من ربه، كما يزكي فيه ماله كذلك. وأشار الشيخ في بداية كلمته إلى أن "الأديان السماوية كلها، بل و الوضعية أيضاً، دعت إلى الإحسان إلى الفقير". وأكد فضيلته أن دينًا من الأديان لم يصل إلى ما وصل إليه الإسلام من الاهتمام بالفقراء والمساكين، حيث اعتبر أخذهم من مال الأغنياء حق، بل حق معلوم "وفي أموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم". ولهذا جيَّش الصدِّيق الجيوش وبعث الجنود لقتال مانعي الزكاة وقال قولته الشهيرة: "والله لو منعوني عقالاً لقاتلتهم عليه".
وأوضح الشيخ في كلمته نظرة الإسلام المميزة للمال، حيث اعتبر الإسلام المال مال الله، وأوجب الإنفاق منه لأن الإنسان مستخلف فيه "وأنفقوا من مال الله الذي آتاكم".
وأكد فضيلته على ضرورة شكر نعم الله، وأن هذا الشكر لا يكون إلا بزكاة المال، وكان واضحًا من كلام الشيخ أن ضياع الفقراء والمساكين الذين يطلق عليهم "عيال الله" لا يكون إلا بحبس الزكاة، واستشهد بالأثر القائل "الفقراء عيال الله".
وأضاف فضيلة الشيخ القرضاوي أنه من الضروري إخراج الزكاة حتى لا تأكل أصل المال، وفي الحديث الذي عند ابن ماجه "ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا"، وذكر الشيخ المثل القائل: بشِّر مال البخيل بحادث أو وارث.
وأكد فضيلة الشيخ على ضرورة إخراج الزكاة من كل مال نام؛ لأن الزكاة كما ذكر فضيلته "قل من كثر، وغيض من فيض، فهي 2.5% فقط"؛ ولهذا أكد سماحته ضرورة إخراجها من كل مال سواء كان المال أسهمًا أو عروضًا للتجارة أو مصانع أو شركات. وفي نهاية كلمته أكد فضيلته على أن الله سبحانه وتعالى يخلف على صاحب النفقة، وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: "ما من يوم إلا وينادي مناد من المساء: اللهم أعطِ منفقًا خلفًا". وقد ترك الشيخ جانب الأسئلة لفضيلة الشيخ القرة داغي؛ نظرًا لانشغاله ببرنامج الشريعة والحياة.
يذكر أن شبكة إسلام أونلاين أسستها جمعية البلاغ الثقافية القطرية فى أكتوبر من عام 1999 م ، وهى شبكة ناطقة باللغتين العربية والانجليزية ، حيث سعت منذ إطلاقها على الانترنت لجذب القراء من مختلف الأعراق ومختلف بلدان العالم، وذلك من خلال المحتوى المعلوماتى المتميز الذى تقدمه.