ليفنجستون عمدة لندن خلال استقباله القرضاوي في زيارة سابقة للندن

شبّه "كين ليفنجستون" عمدة لندن الداعية الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي بالبابا يوحنا الثالث والعشرين الذي ترأس الكنيسة الكاثوليكية في الفترة من عام 1958 حتى عام 1963 والمعروف بـ"بابا الإصلاح".

وفي تصريحات نقلتها صحيفة "تليجراف" البريطانية الصادرة اليوم الأربعاء 14-9-2005، قال ليفنجستون: "الشيخ يوسف القرضاوي هو إسلامي عاقل منفتح على العالم، ويؤمن بالديمقراطية والارتقاء بدور المرأة".

وأضاف في كلمة ألقاها يوم الثلاثاء 13-9-2005 أمام لجنة تابعة للشئون الداخلية بمجلس العموم البريطاني: "القرضاوي يعد أكثر قادة العلماء الإسلاميين قوة وفعالية من أجل التغيير وتعاطي الإسلام مع القيم الغربية، أعتقد أنه يشبه بشكل كبير البابا يوحنا الثالث والعشرين".

ويعد البابا يوحنا الذي تولى رئاسة الكنيسة الكاثوليكية في الفترة من عام 1958 إلى 1963 أحد أكثر الأساقفة ميلا للإصلاح؛ حيث وضع الكنيسة على طريق الانفتاح، والتنوير، والتجديد. كما استطاع تكوين صلات تعاون قوية مع مذاهب مسيحية أخرى؛ حيث التقى آنذاك بكل من رئيس الكنيسة الأرثوذوكسية اليونانية وأسقف كانتربري (رئيس الكنيسة الإنجيلية) والعديد من القادة البروتستانت، بحسب "تليجراف".

وفيما يتعلق بتصريحات القرضاوي المؤيدة للعمليات الاستشهادية ضد الاحتلال الإسرائيلي أقر ليفنجستون بأنه "قد يدعم" تلك العمليات؛ لأن الفلسطينيين لا يملكون أسلحة سوى أجسادهم، بحد قوله.

انتقادات

وفي المقابل وجه نواب بمجلس العموم انتقادات لعمدة لندن بسبب تصريحاته التي شبه فيه القرضاوي بالبابا يوحنا، وقال جيمس كلابيسون النائب بحزب العمال: إنه وجد من الصعوبة إيجاد أي وجه للشبه بين القرضاوي والبابا يوحنا الثالث والعشرين، بحسب ما نقلته تليجراف.

أما آن يوديكومب وزيرة الداخلية السابقة -التي اعتنقت الكاثوليكية الرومانية- فقالت: "من الواضح أن ليفنجستون ليست لديه أي فكرة عن الطبيعة المقدسة للبابا يوحنا الثالث والعشرين".

وكان عمدة لندن قد استقبل القرضاوي (78 عاما) في يوليو 2004 في لندن، ودافع عنه بقوة في حينها؛ حيث أثارت زيارته احتجاج أوساط يمينية وصهيونية في بريطانيا بسبب تأييده العمليات الاستشهادية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

كما وصف ليفنجستون القرضاوي بـ"المسلم التقدمي"، في أعقاب تقرير نشرته صحيفة بريطانية في شهر يوليو 2005، طالبت فيه مجددا بمنع الداعية الإسلامي من دخول بريطانيا.

وقد هدد عمدة لندن برفع دعوى قضائية ضد حكومة بلاده إذا ما قررت منع القرضاوي من دخول البلاد، مشيدا في الوقت نفسه بإدانة الشيخ لتفجيرات لندن في 7 يوليو 2005 التي أوقعت عشرات القتلى والمصابين ومعارضته للأعمال الإرهابية ضد المدنيين.