ليفنجستون عمدة لندن خلال استقباله القرضاوي في زيارة سابقة للندن

لندن - وكالات الأنباء : هدد عمدة لندن كين ليفنجستون الأربعاء 24-8-2005 برفع قضية ضد الحكومة البريطانية إذا منعت الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي من دخول البلاد.

 

وقال ليفنجستون في مقابلة مع تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "إذا لم يرفع أحد دعوى ضد الحكومة في حال منعها الدكتور القرضاوي من دخول البلاد، فسأفعل أنا ذلك".

وأكد "لا اعتقد أنه يجب حظر دخوله البلاد. فقد عارض كافة الأعمال الإرهابية التي ارتكبها تنظيم القاعدة في أنحاء العالم. وحث العرب على التبرع بالدم عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول" على الولايات المتحدة.

وجاء تهديد ليفنجستون عقب تصريحات لوزير الداخلية تشارلز كلارك الذي قال انه سيستخدم سلطاته لمنع دخول أي شخص يرتكب ما وصفه بـ "تصرفات غير مقبولة".

وكشف كلارك قائمة هذه "التصرفات غير المقبولة" التي تنطبق على غير البريطانيين المتواجدين في البلاد وغيرهم من الراغبين في القدوم إليها، ومن بينها "التحريض على أو تبرير أو تمجيد العنف الإرهابي".

وقال عمدة لندن إنه إذا طبقت الإجراءات التي أعلن عنها كلارك على أمثال الشيخ القرضاوي "فان عدد رجال الدين والزعماء المسلمين الذين سيسمح لهم بدخول بريطانيا سيكون قليلا جداً لأن الغالبية العظمى من المسلمين تعترف بحق الشعب الفلسطيني في النضال".

وأضاف "أرى أوجه شبه بين ما يحدث في إسرائيل-فلسطين اليوم وحملة التفجيرات التي قام بها المؤتمر الوطني الإفريقي ضد نظام الفصل العنصري الذي استمر عشرين عاما في جنوب إفريقيا".

وتساءل ليفنجستون الذي ينتمي إلى حزب العمال الحاكم في بريطانيا "هل كان سيتم طرد مناصري نيلسون مانديلا من هذه البلاد لأنهم كانوا يدعمون حملة التفجيرات ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا؟". غير أنه أكد على ضرورة وقف أعمال التحريض على العنف والتطرف في بريطانيا "لأنه يمكن إحداث التغير بطريقة سلمية وديمقراطية " عن طريق صناديق الاقتراع في البلاد.

ويعد " ليفيجنستون" من المدافعين عن الحقوق العربية فى فلسطين، وكذلك عن آراء الدكتور يوسف القرضاوي بشأن تأييده للعمليات الاستشهادية في فلسطين واصفاً أياه بـ"المسلم التقدمي"، كما أنه ممن يهاجمون بشدة حكومتي بريطانيا والولايات المتحدة بسبب سياستهما في الشرق الأوسط، وقال: إنها أثرت على عقول منفذي التفجيرات التي شهدتها لندن في السابع من يوليو الجاري.

وكان عمدة لندن قد استقبل القرضاوي في تموز/يوليو 2004 في لندن، حيث أثارت زيارته جدلا كبيرا بسبب تأييده للعمليات الاستشهادية التي يشنها فلسطينيون، وحظرت الولايات المتحدة دخوله إلى الأراضي الأمريكية منذ 1999.

وأدان عمدة لندن وسائل الإعلام التي "تشجع على العداء للإسلام"، وسعى إلى توضيح موقف القرضاوي بشأن العمليات الاستشهادية. وقال: "إن ما أشار إليه القرضاوي جاء في ظل عدم امتلاك الفلسطينيين لطائرات مقاتلة ودبابات، وبالتالي فلا يملكون إلا أجسادهم. ولا أعتقد حقًّا أنه يحث الناس على أن يكونوا مفجرين انتحاريين".

وفي بيان لاحق قال ليفينجستون: إنه يؤيد منع القرضاوي من زيارة بريطانيا إذا كان هناك أي دليل على "المواربة" في موقفه بشأن تفجيرات لندن.

وقال: "كل المعلومات التي تلقيتها تفيد أنه يدين تفجيرات لندن إدانة صريحة باعتبارها متنافرة مع الإسلام. أعتقد أنه من المهم أن تستمع الجالية المسلمة في بريطانيا بكل وسيلة ممكنة إدانة هذه التفجيرات من شخصيات إسلامية بارزة".

وذكرت الصحيفة أن مكتب عمدة لندن اتصل بالشيخ القرضاوي الذي نفى قدومه إلى مدينة مانشستر البريطانية للمشاركة في مؤتمر يعقد يوم 7 أغسطس 2005، بل ونفى علمه بأي دعوة وجهت إليه لزيارة بريطانيا؛ وهو ما أكده مكتب الداعية.

وكانت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية قد ذكرت فى عددها الصادر الثلاثاء 19-7-2005 أن "مؤسسة رمضان" التي تشرف على تنظيم المؤتمر قد أعلنت أنه تم توجيه دعوة إلى القرضاوي لكن زيارته لم تتأكد. ونسبت الصحيفة إلى محمد شفيق المسئول بمؤسسة رمضان قوله عن القرضاوي بأنه "إمام وسطي".

وقال شفيق: "إن تصريحات القرضاوي (بشأن العمليات الاستشهادية) انتزعت من سياقها، وهانحن نضعها في سياقها مرة أخرى. فالإمام القرضاوي عالم دين بارز في المجتمع الإسلامي؛ ولهذا السبب دعوناه للمساعدة في دعوتنا بقبول التنوع الثقافي والديني في المجتمع".

واعتبرت صحيفة "ديلي تلجراف" أن زيارة القرضاوي المزمعة لمانشستر تشكل الاختبار الأول لما وعدت به الحكومة البريطانية من "تضييق الخناق على الأئمة الذين يقنعون المتطرفين بالقيام بعملياتهم بعد هجمات لندن"، على حد زعمها.

القرضاوي ينفي

من ناحيته نفى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه القرضاوي ما تردد من أنه يعتزم زيارة مانشستر أو العاصمة البريطانية لندن.

وفي بيان له صدر الأربعاء 20-7-2005 نفى الاتحاد نبأ الزيارة، وجدد إدانة القرضاوي لتفجيرات لندن.

وجاء في البيان: "هذه الأنباء عارية عن الصحة، والدكتور القرضاوي ليس لديه خطط لزيارة بريطانيا هذا الصيف".

وذكر البيان الصادر يوم 19-7-2005 أن الاتحاد أدان "على لسان رئيسه العلامة الدكتور يوسف القرضاوي هذه الأحداث (تفجيرات لندن) فور وقوعها، وقدم تعازيه للشعب البريطاني وإلى المسئولين في العاصمة البريطانية، ونشر ذلك على موقعه، وموقع إسلام أون لاين.نت في وقته"، كما عاد وأكد عليه مجدداً فى مناسبات عدة آخرها المؤتمر الفقهي الفكرى الذى دعت اليه مؤسسة " اقرأ " الشهر الحالى ومنذ أيام قليلة فى مدينة شرم الشيخ، حيث أدان كل التفجيرات التى وقعت من هذا النوع فى تركيا ولندن وشرم الشيخ أيضاً .

وأضاف: "كما أرسل الدكتور القرضاوي رسالة خاصة إلى عمدة لندن كين لفينجستون عن طريق إدارة الترجمة في مكتبه بقطر، ولعلها وصلت إلى مكتب العمدة آنذاك".

وكانت جهات يمينية وصهيونية قد شنت حملة إعلامية ضد الشيخ القرضاوي مع بدء زيارته للندن في يوليو 2004، وطالبت بعدم إتمام الزيارة، إلا أن عمدة لندن كين ليفنجستون رفض هذه الدعاوى، واعتذر للقرضاوي "باسم شعب لندن عن النزعة المفرطة لكره الأجانب التي ظهرت في قسم من وسائل الإعلام" البريطانية.