نفى الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي صحة ما نسبه إليه أحد موقع الإنترنت حول فتواه بإهدار دماء العديد من الشخصيات المصرية والعربية، يأتى من بينهم الرئيس المصري حسني مبارك، نظراً لتعاونهم مع إسرائيل اقتصاديا وسياسيا .

وكان أحد مواقع على شبكة الإنترنت قد نسب إلى الدكتور القرضاوى هذه الفتوى فى أعقاب توقيع مصر لاتفاقية تصدير الغاز إلى إسرائيل.

وصرح القرضاوي فى مؤتمر صحافي خاص عقد له لدى وصوله إلى القاهرة أمس قادما من عمان في زيارة خاصة قائلاً: «لم أعرف بهذه الفتوى المنسوبة إليَّ إلا من خلال أحد الأصدقاء في مصر. هذا الأمر لا أعرف عنه شيئا ولم أصدر فتوى بهذا المضمون وهذا اختلاق». وأضاف «لدي أدواتي الإعلامية وبرامجي الفضائية وموقعي على الإنترنت وكان من الأولى أن انشرها من خلالها».

وأكد القرضاوي على أن الدماء معصومة ولا يجوز أن تمس ألا بحقها، وأضاف «هذه الفتوى ضد منهجي لأنني ضد منهج التكفير واستباحة الدماء». كما أدان القرضاوي عملية قتل السفير المصري إيهاب الشريف، رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية في العراق، وقال «هذه العملية تتعارض مع سماحة الدين الإسلامي الحنيف وتنهى عنها الشريعة الإسلامية».

كما استنكر القرضاوي حوادث التفجير في لندن، وكل العمليات الإرهابية التي تستهدف الآمنين من المدنيين. وفيما يتعلق بخطف المدنيين وقتلهم في العراق قال القرضاوي «لقد أصدرنا في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاستي بيانا مطولا وفتوى مفصلة بأنه لا يجوز اختطاف وقتل المدنيين، وإذا اختطفوا لا بد من معاملتهم معاملة حسنة». وأضاف «إن مثل هذه الجماعات التي تقوم بعمليات الخطف والقتل نصبوا أنفسهم على سلطة الإفتاء والقضاء والتنفيذ وإن مثل هذه الجماعات قد ضلت الطريق ومثلهم مثل الخوارج قديما والآفة في سوء فهمهم للإسلام».

تحقيق الحريات مقدم على تطبيق الشريعة

كما أكد القرضاوى على تأييده الإصلاح السياسي الذي تتبعه مصر، وأنه يفضل تحقيق الحريات على تطبيق الشريعة الإسلامية ، وقال إن مصر مقبلة على فترة من الإصلاح السياسي وإطلاق الحريات وإلغاء الطوارئ، حيث أوضح أنه ينادي بهذه الأمور من قديم ولا يزال. وأضاف: «قلت في بعض برامجي إن تحقيق الحريات العامة للشعوب مقدم عندي على تطبيق الشريعة الإسلامية". فلا يمكن أن نطبق الشريعة إذا قهر الناس بعصا الاستبداد وقبل أن نطبق الشريعة لابد أن نوفر الحرية للجميع وأعتقد أن مصر سائرة إلى هذا بإذن الله».

وبحسب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية الصادرة اليوم السبت 9/7/2005 فإن تقارير كانت قد صدرت مؤخراً أفادت بوجود اتصالات بين مسؤولين أمنيين مصريين رفيعي المستوى والشيخ القرضاوي، وذلك في إطار تحسين العلاقات مع رجال الدين البارزين . كما أفادت مصادر مطلعة بأن توجيهات سيادية صدرت مؤخراً بإعادة النظر في أساليب تعامل أجهزة الدولة والأجهزة الأمنية، مع الدعاة المشاهير الذي يحظون بجماهيرية كبيرة في مصر، وذلك ضمن خطط جديدة لترطيب الأجواء لكسب عواطف قطاع كبير من المجتمع المصري .

وكان الشيخ القرضاوي قد قوبل بحفاوة بالغة لدى وصوله لمطار القاهرة أمس الجمعة 8/7/2005، حيث أخذته سيارة خاصة من أمام الطائرة، وتم عقد مؤتمر صحافي له .

وفى ذات الإطار، ذكرت مصادر مصرية أمس أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد عودة الداعية عمرو خالد واستقراره بصفة نهائية في القاهرة. وأفادت تلك المصادر أن عمرو خالد تلقى وعودا جادة من السلطات تقضي بموافقتها على أن يقدم فقرة أسبوعية من برنامجه «صناع الحياة» على الهواء مباشرة للتلفزيون المصري، هذا بالإضافة إلى إتاحة المجال أمامه لكتابة مقالة أسبوعية بإحدى الصحف القومية الكبرى المملوكة للدولة، يأتى ذلك بعد غياب عمر خالد عن مصر عامين كان يتنقل خلالهما بين بيروت ولندن.