مشاركة ما لا يقل عن 86 شخصية إسلامية ومسيحية ويهودية تنطلق الأربعاء 29-6-2005 ولمدة يومين أعمال "مؤتمر الدوحة الثالث لحوار الأديان" الذي ينعقد بالعاصمة القطرية الدوحة تحت عنوان رئيسي هو "دور الأديان في بناء الحضارة الإنسانية" ويتمحور حول القواسم المشتركة بين الأديان السماوية.
ويقاطع المؤتمر شخصيات إسلامية بارزة على رأسها الداعية الشيخ يوسف القرضاوي، ردا على مشاركة حاخامات من إسرائيل لأول مرة. كما اعتذرت شخصيات أخرى بسبب تغيير موعد المؤتمر الذي يفتتحه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر ويوجه فيه كلمة للمؤتمرين.
ونقلت الصحف القطرية الأحد 26-6-2005 عن الدكتورة عائشة المناعي عميدة كلية الشريعة بجامعة قطر، رئيسة الجانب العلمي للجنة المنظمة لحوار الأديان، أن المؤتمر يهدف من خلال البحث في 4 محاور إلى إبراز فاعلية الأديان من أجل تأسيس الحضارة الإنسانية.
وقالت الدكتورة عائشة: "إن هذه المحاور هي محاور عامة مشتركة ولا تدخل في مسائل العقيدة أو العبادات، وتتضمن الحديث عن القيم والأخلاقيات الإنسانية التي يؤكدها كل دين سماوي ويلزم بها المنتسبين إليه".
البحث عن القواسم المشتركة
وحول القواسم المشتركة التي يمكن الخروج بها في ظل الخلافات التي يطرحها دخول الديانة اليهودية للحوار، أضافت عائشة: "نحن نحاول البحث عن نقاط الاتفاق ونتحاور حولها. أما نقاط الاختلاف فلا حوار فيها لأن الحوار سيصبح حوار طرشان ونحن نسعى إلى طرح القواسم المشتركة ما بين الأديان".
ونقلت صحيفة "الوطن" القطرية عن الدكتورة عائشة أن أول محاور المؤتمر يدور حول موقف الأديان من الإنسان، وضمان كرامته وحريته وحقوقه بحسبانه بانيا للحضارة ومقصودا بها.
وأضافت أن المحور الثاني يتضمن إبراز القيم الدينية المشتركة التي تسهم في بناء الحضارة وازدهارها مثل: احترام الأديان للعقل الإنساني، وواقعية الأديان في مواجهة الخرافات والأساطير، والمسئولية الدينية تجاه البيئة والموارد الطبيعية، والأسرة باعتبارها الوحدة الإنسانية الأولى المقدسة في الأديان.
وثالث هذه المحاور هو القيم الدينية المشتركة التي تسهم في الحفاظ على المنجزات الحضارية باعتبارها إرثا إنسانيا عاما وحقا للإنسانية كلها، مثل تكريس قيم العدالة والمساواة، والسلام والعلاقات الدولية، والحوار والاحترام المتبادل، والضوابط الأخلاقية للبحث العلمي.
أما المحور الرابع فيتناول تفاعل الحضارات في ظل القيم الدينية المشتركة من خلال طرح سؤالين: الأول ماذا يمكن للغرب أن يقدمه للشرق للخروج من أزمته الحضارية الراهنة؟ والثاني: ماذا يمكن للشرق أن يقدمه للغرب لإثراء الحياة الروحية والخلقية؟.
جديد المؤتمر الثالث
وكانت قطر قد نظمت مؤتمرين تحت عنوان "مؤتمر الحوار الإسلامي - المسيحي". ويأتي انضمام يهود من إسرائيل إلى المؤتمر الثالث بناء على اقتراح قدمه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى مؤتمر الحوار الإسلامي - المسيحي العام الماضي 2004، من أجل إثراء الحوار بين أتباع الديانات السماوية الثلاث.
وقالت الدكتورة عائشة: إن المؤتمر سيبحث موضوعاته في جلسات مفتوحة وليست مغلقة كما في المؤتمرين السابقين. كما يتميز المؤتمر الثالث بزيادة عدد الشخصيات المشاركة عن ذي قبل. وسيتم توزيع كتابين باللغة العربية لم ينشرا سابقا يتضمنان البحوث الخاصة بالمؤتمرين السابقين. وسيوزع كتاب ثالث باللغة الإنجليزية يتضمن الكتابين معا.
وأضافت الدكتورة عائشة أن "ممثل الجانب الإسلامي في المؤتمر هو الدكتور يوسف عبيدان، وأن هناك عددا من الاعتذارات عن عدم المشاركة، ولكن عدد المشاركين يفوق بكثير عدد المعتذرين وحتى الآن تأكدت مشاركة 86 شخصية تمثل الديانات الثلاث وهو عدد يفوق المؤتمرين السابقين".
وأشارت إلى أنه "بالنسبة للمعتذرين فقد اعتذر بعضهم؛ لأننا قمنا بتغيير موعد المؤتمر فقط، ولم يَعُد مناسبا لهم والبعض الآخر اعتذر بسبب المشاركة اليهودية الإسرائيلية في المؤتمر".
مقاطعة القرضاوي
وبسؤال الدكتورة عائشة عن إعلان الشيخ القرضاوي مقاطعته المؤتمر فأجابت: "الشيخ القرضاوي أستاذنا وهو متسق مع فكره، وعندما يقول مع غيره من الجانبين الإسلامي والمسيحي إنهم لن يحاوروا اليهود، لا يقصدون اليهود بالمطلق، أي إن الشيخ القرضاوي وغيره من أصحاب الموقف من المسلمين والمسيحيين، يقصدون أنهم لا يحبذون الحوار مع اليهود من إسرائيل".
وأضافت أن الخارجية القطرية وجهت الدعوة إلى بعض حاخامات إسرائيل للمشاركة، مشيرة إلى أن "من حق الطرف الآخر أن يرفض الحوار مع مجموعة يرى أنها تساند أناسا يقتلون ويخربون بلدا آمنا هو فلسطين، أي إن فكرة من اعتذر عن عدم المشاركة، ليست ضد اليهودية كيهودية".
وقالت: "لا أتصور أن أحدا من المسيحيين أو المسلمين يكره الحوار مع اليهود بصفة عامة؛ لذلك فمن حق أي دعاة لمؤتمر أن يدعو من يشاءون ومن حق الطرف الآخر الاعتذار إذا شعر أنه غير قادر على الحوار مع هذا الطرف".
وأضافت: "والحوار مع اليهود غير مرفوض على إطلاقه، وأنا أعرف أن هناك دولا إسلامية كثيرة تحاور اليهود بصفة عامة. ولكن الحوار المرفوض بالنسبة للمعتذرين هو رفض الحوار مع أي شخص يؤيد إسرائيل في اعتدائها واحتلالها لفلسطين".
اليهود والفكر الصهيوني
وردا على سؤال لصحيفة "الوطن" حول طبيعة المشاركين اليهود في المؤتمر وإذا كانوا من حملة الفكر الصهيوني قالت الدكتورة عائشة: "إن المدعوين من الولايات المتحدة شاركوا في الكثير من المؤتمرات والحوارات في كثير من الدول الإسلامية مع مسلمين ومسيحيين، وبشكل عام هم مقبولون، ويعتبر الحوار معهم مقبولا، وبالنسبة للمدعوين الإسرائيليين فالله أعلم بنواياهم".
ونقلت صحيفة "الراية" القطرية عن الدكتورة عائشة أنه إلى جانب 7 من ممثلي الديانة اليهودية من المتوقع أن يشارك في المؤتمر 3 من الحاخامات الإسرائيليين ارتأت وزارة الخارجية القطرية دعوتهم لحضور المؤتمر.
وإضافة إلى المشاركين من دولة قطر، تضم قائمة المتحدثين في المؤتمر الأستاذ الدكتور عبد المجيد الصغير أستاذ الفلسفة بجامعة الرباط، والمطران يوحنا ثابت قلته رئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط، والحاخام رولاندو مالتون من مجمع بني جيشورين في نيويورك، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من دول عدة، بحسب صحيفة "الوطن".
المصدر: إسلام أون لاين.نت