أمريكا وأوربا دورًا كاملاً لسنة العراق |
إحدى رسومات أمية جحا على موقعها الإلكتروني بريشتها نطقت فلسطين الحزينة، وبخطوطها ترجمت بعضًا من أحاسيس الوطن ودموعه... لكن "أمية جحا" رسامة الكاريكاتير الفلسطينية لم تقف عند حد إمساكها بريشة الفنان والتحدث بلغة الواقع، وقررت أن تخط أبجديات صناعة جيل بأكمله من فناني الكاريكاتير.
تقول "أمية" لـ"إسلام أون لاين.نت" الأحد 26-6-2005: إن افتتاحها مؤخرًا شركة "جحا تون" سببه الرئيسي أنها مولعة بمواكبة كل ما هو جديد في حقل رسوم الكرتون؛ لأنه "أكثر الوسائل جذبًا للصغار وقدرة على التأثير في نشأتهم وسلوكهم التربوي".
وبهدوء مدروس تحدثت عن أهداف "جحا تون" قائلة: "أول أهدافنا احتضان الأطفال ممن لديهم موهبة في رسم الكرتون، وتنميتها وتدريبها للارتقاء بها إلى عالم فن الكاريكاتير".
وأوضحت: "الكرتون هو نواة الكاريكاتير. أنا بدأت من حيث هذا العالم؛ فكنت أرسم الكرتون وأكتب قصص الأطفال، وخطوة خطوة اكتملت لدي الموهبة".
وتريد أمية للأطفال الموهوبين أن يجدوا من يشجعهم ويمشي بهم -بخطوات هادئة- نحو الإبداع.
هوية عربية إسلامية
أما ثاني أهداف "جحا تون" فهو إنتاج أفلام الكرتون. وبشيء من التفصيل تقول أمية: "غزت برامج الكرتون المستوردة عقول أطفالنا، ولم يَعُد يخفى على أحد مدى سموم التغريب والانحراف، فكان لا بد أن نتحرك. مطلوب رسوم كرتون إسلامية عربية وطنية تعبر عن ذاتنا وهويتنا، برامج تربي أطفالنا على موائدنا لا موائد الغرب، وتغذيهم بالأفكار الحميدة الإيجابية".
وتضيف: "المخطط (الإسرائيلي) الآن هو أن ينسى الطفل الفلسطيني ماضيه وأرضه وحلم العودة، وأن ينسلخ عن ماضيه وحدود وطنه". لكنها تستدرك: "سنبذل قصارى جهدنا كي يحتفظ الطفل الفلسطيني بذاكرة الوطن وجذور الأرض".
وقالت إنها ستقوم بتحويل بعض من قصص كتاب "كليلة ودمنة" إلى رسوم كرتون بما يلائم واقع الطفل العربي.
ومبشرة بنجاح هذا الهدف، تقول: "لدينا طاقات جبارة ومواهب عديدة لو تم استغلالها سننجح وبقوة؛ فلدينا الكاتب والمخرج والمصمم والرسام، وشركة "جحا تون" ستوفر لهم المناخ للانطلاق نحو هدف إنتاج الرسوم المتحركة".
وأعربت أمية عن أملها في "أن يصحو الطفل الفلسطيني -وليس هو فحسب بل العربي- لينتظر بلهفة موعد صدور المجلة". وتقول: "كنت وأنا صغيرة في كل يوم أربعاء أنتظر قدوم مجلة ماجد الإماراتية التي تربعت على عرش مجلات الطفل العربي؛ حيث خاطبت عقليته ببراعة ولبت كافة احتياجاته"، مبدية تفاؤلها من احتمال أن تشق مجلة "جحا تون" طريقها على خطى "ماجد".
سر التسمية
وعن سر تسمية الشركة بـ"جحا تون" تجيب أمية أن "هذه التسمية ليست اعتباطية؛ فقد يعتقد البعض أنني أطلقت اسم جحا انطلاقًا من اسمي، وهذا غير صحيح؛ فأنا من عائلة أبو حامدة وجميع إخواني مسجلين بهذا الاسم".
لكنها تستدرك: "في قديم الزمان كان هناك اعتقادات أنه إذا ما تم إطلاق اسم غريب على أحد الأشخاص فإن عمره يطول، وتم إطلاق جحا على جدي أو ربما جد جدي، ومن دون أفراد العائلة أحببت أنا الاحتفاظ باسم جحا".
وتضيف بثقة: "أردت أن أعيد لجحا حقه المسلوب؛ فجحا في الأدب العربي الأصيل وقصصه الحقيقية -لا المزيفة- شخصية ذكية كريمة، ومواقفه الطريفة بها حكمة وعبرة، وما هو ببخيل أو غبي كما يقال".
أما "تون" فبسبب ارتباط الأطفال بقناة أفلام الكرتون "سبيس تون". وتقول: إن الكرتون و"تون" يشكلان سجعًا ورنة موسيقية.
بنت الشعب لا السلطة
وعما أثارته بعض مواقع الإنترنت مؤخرًا عن ترشيح أمية نفسها لانتخابات المجلس التشريعي (البرلمان) الفلسطيني، ابتسمت ثم بلا تردد قالت: "نعم، ما قيل صحيح، أردت أن أكون في المرحلة القادمة، لكن أصرح -ولأول مرة- أن "جحا تون" ألغت التشريعي؛ فأنا أريد أن أبدع في هذا المجال وأقدم كل ما لدي، وأركز في عملي الجديد. ثم إنني لن أغيب عن السياسة، سأترك لريشتي العنان للتحدث بهذه اللغة".
زوجة الشهيد
ثامر آل ثان |
وأمية جحا من مواليد فبراير 1972 بمدينة غزة. وتخرّجت في قسم الرياضيات بجامعة الأزهر بغزة عام 1995م بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى على الجامعة. وتزوّجت من المهندس رامي سعد الذي استشهد في الأول من مايو 2003، ورزقت منه بطفلة اسمها نور.
وتعمل حاليا في صحيفة "الحياة الجديدة" اليومية الفلسطينية، وقبلها عملت في صحيفة "القدس" اليومية منذ سبتمبر 1999؛ لتكون أول رسامة كاريكاتير في فلسطين والعالم العربي تعمل في صحيفة سياسية يومية.
وشاركت في العديد من المعارض المحلية والعربية والدولية، وفازت بالمرتبة الأولى على محافظات فلسطين بالكاريكاتير في مسابقة الإبداع النسوي التي أقامتها وزارة الثقافة في مارس 1999م.
وهي عضوة جمعية الفنانين التشكيليين، وعضوة في جمعية ناجي العلي للفنون التشكيلية في فلسطين. وحصلت على جائزة الصحافة العربية لعام 2001م لأفضل رسم كاريكاتير نشر عام 2000م، ولها موقع خاص على الإنترنت هو www.omayya.com.