المقدمة

أعلن الداعية الإسلامي البارز الشيخ يوسف القرضاوي أن القاهرة ستحتضن أول فرع للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي تم إعلانه في لندن يوم 11-7-2004، بهدف تشكيل مرجعية دينية للمسلمين فقهيا وثقافيا في جميع أنحاء العالم.

جاء ذلك خلال ندوة أقامها الشيخ القرضاوي لشرح فكرة الاتحاد في مقر "جمعية مصر للثقافة والحوار" بالقاهرة مساء السبت 24-7-2004.

وقال القرضاوي خلال الندوة: إنه بعد إعلان الاتحاد في لندن، واختيار مجلس الحكماء ومجلس الأمناء واللجنة التنفيذية للاتحاد "كان التفكير في إنشاء مكاتب فرعية للاتحاد في كثير من الدول، ولكن هذا سيتم بخطط مرحلية، وتم الاتفاق على أن يكون هناك مكتبان حاليا: الأول في مصر، والثاني في بيروت".

وعن أسباب اختيار القاهرة لتكون أول دولة عربية ينشأ فيها مكتب فرعي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قال القرضاوي: "مصر تعتبر القبلة الثقافية للمسلمين، وهي بلد الأزهر الشريف وبلد الدعوة الإسلامية، وبحكم طوافي في بلاد العالم، أقول: إني أرى مصر أرجى بلاد الله للإسلام، فالشعب المصري شعب متدين بفطرته، فلا يحركه شيء كما تحركه كلمة الإسلام والإيمان، والتاريخ الإسلامي شاهد على خدمة المصريين للإسلام".

وأضاف متسائلا: "وهل صد الصليبيين عن بلاد الإسلام غير مصر؟ وهل قضى على الغزو التتري إلا المصريون في معركة عين جالوت؟ فمصر دائما بلد رائد في الخير، معطاء في النفع لغيره".

إلى أعلى

هدف الندوة

وأوضح القرضاوي أنه يزور حاليا القاهرة ليعطي فكرة للعلماء عن هذا الاتحاد و"ليتم التباحث بينهم فيما يمكن عمله، ولاستشعار العلماء للمسئولية، لأن الناس يطلبون من العلماء أن يقوموا بدورهم تجاه أمتهم، لأنهم لا يريدون أن يتحركوا إلا من خلال علمائهم".

واستشهد القرضاوي في هذا السياق بعدد من الآيات الدالة على بقاء الخير في الأمة وحمل الأمانة والمسئولية، وأن الله تعالى يختار من عباده من يقوم بالإصلاح، منها قوله تعالى: "فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاَءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ"، وقوله تعالى: "وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ".

 

وأضاف "ونحن نسعى أن نكون من الأمة المنصورة، والتي أشار إليها الحديث الشريف: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم، وهم على ذلك". وأضاف قائلا: "علينا أن نكون جزءا من هذه الطائفة".

وقد رفض القرضاوي بادئ الأمر أن يكون رئيسا للاتحاد، بحكم سنه (76 عاما)، ولكنه وافق أمام إصرار العلماء. وأوضح خلال الندوة أنه تم اختيار الدكتور محمد سليم العوا أمينا عاما للاتحاد، كما تم اختيار ثلاثة علماء ليكونوا نواب رئيس الاتحاد وهم: الدكتور عبد الله بين بيه، وزير العدل الموريتاني "سابقا"، ويقيم بالسعودية الآن، وهو يمثل الجانب السني، وآية الله التسخيري، ممثلا عن الجانب الشيعي، والشيخ أحمد الخليلي ممثلا عن الجانب الإباضي.

وشدد على أن الاتحاد يسعى لأن يكون "اتحادا لجميع المسلمين بجميع طوائفهم، وأن الاتحاد لن يتطرق للخلافات بين الطوائف، وإنما لمناقشة القضايا التي تهم الأمة الإسلامية بشكل عام، ولا يعني هذا إذابة الفوارق الفكرية بين الطوائف، ولكن محاولة للجمع والتوحد".

كما اقترح الدكتور عبد الحي الفرماوي الأستاذ بجامعة الأزهر، المشرف على موقع "هدي الإسلام"، أن يقوم ببث موقع الاتحاد على الإنترنت بلغات أخرى غير العربية والإنجليزية.

يذكر أن هذه الندوة عُقدت في مقر جمعية مصر للثقافة والحوار التي يرأسها الدكتور محمد سليم العوا، وحضرها لفيف من علماء الأزهر الشريف والجمعية الشرعية، وأساتذة من جامعات مصر بكلياتها المختلفة.

وشارك في الندوة عدد من العلماء والمهتمين بالشأن الإسلامي من الإعلاميين والسياسيين، من أبرزهم: الدكتور عبد الصبور شاهين المفكر الإسلامي، والدكتور سيف الدين عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، والدكتور جمعة علي عبد القادر أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، والدكتور عبد العظيم الديب أستاذ الفقه والأصول بقطر، والأستاذ السيد عبد الرءوف، رئيس تحرير جريدة عقيدتي "سابقا"، والأستاذ أحمد فراج الإعلامي المصري، والدكتور محمد مختار المهدي الأستاذ بجامعة الأزهر، رئيس الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة، والدكتور جابر قميحة أستاذ الأدب الإسلامي

بجامعة عين شمس بمصر.

إلى أعلى

 

المصدر: إسلام أون لاين

قميحة أستاذ الأدب الإسلامي