القرضاوي |
قرر مؤتمر مناصرة الحجاب، الذي استضافته العاصمة البريطانية لندن في الثاني عشر من الشهر الجاري إعلان الرابع من سبتمبر المقبل يوما دوليا للتضامن مع المحجبات، ومدافعا عن حق المسلمات في ارتدائه‚ وقدم خطة عمل لمتابعة التوصيات التي خرج بها للتعريف بأهمية الحجاب بالنسبة للمسلمات، ونظمت المؤتمر جمعية المرأة المسلمة في بريطانيا بالتعاون مع الجمعية الإسلامية البريطانية للدفاع عن حق المسلمات في ارتداء الحجاب، واستضافه كين ليفينغستون عمدة لندن.
وقد حجز المؤتمر قاعة في البرلمان الأوروبي؛ للحديث أمام النواب البريطانيين يوم 22-9-2004 لشرح قضية الحجاب، شارك بالمؤتمر عدد من كبار علماء المسلمين والدعاة البارزين في مقدمتهم الداعية الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي، وطارق رمضان أستاذ الفلسفة والدراسات الإسلامية في جامعة فرايبورغ بسويسرا، إلى جانب أكثر من 300 شخص كممثلين عن 102 منظمة بريطانية ودولية.
وقد أعلن المؤتمر يوم «الرابع من سبتمبر» يوما تضامنيا دوليا مع الحجاب، واختير ذلك اليوم، لأنه يتزامن مع بدء العام الدراسي في فرنسا، حيث يتوقع منع الفتيات المحجبات من دخول المدارس بحسب قانون منع الحجاب، وكان مجلس الشيوخ الفرنسي أقر يوم 3-3-2004 قانون حظر الرموز الدينية، والذي نص على أن «الرموز الدينية الظاهرة ممنوعة في المدارس»، كما نص على طرد غير الملتزمين بذلك.
وكانت عدة منظمات إسلامية فرنسية وبريطانية، إضافة إلى الداعية الإسلامي البارز الدكتور يوسف القرضاوي، قد دعوا إلى اعتبار يوم 17 يناير من كل عام يوما عالميا لنصرة الحجاب، وذلك احتجاجا على قانون حظر الحجاب بالمدارس والهيئات الحكومية بفرنسا، وقالت عبير فرعون منسقة المؤتمر «إن الجمعية الإسلامية البريطانية للدفاع عن حق المسلمات في ارتداء الحجاب تلقت دعمًا كبيرًا من المنظمات الإسلامية وغير الإسلامية، وكذلك من أعضاء ببرلمانات الدول الأوروبية وآخرين بالبرلمان الأوربي»، وذكرت أن هذه الحملة ليست لصالح المسلمات فقط، وإنما لصالح كل من يرون أن من حق المسلمات ارتداء الحجاب، باعتبارها قضية تخص حرية الأفراد في الملبس.
وأضافت عبير أن المؤتمر ناقش «قضية حظر الحجاب وملابساته وتأثيره على الجاليات الأوروبية، وكذلك كيفية تنظيم جهود الأفراد والمنظمات في أوروبا وحول العالم».
وقدم المؤتمر خطة عمل لمتابعة التوصيات التي خرج بها فيما يتعلق بحماية الحجاب والدفاع عنه كقضية ذات أهمية كبرى بالنسبة للمسلمات.
وشددت التوصيات على ضرورة تعريف الناس بأهمية الحجاب بالنسبة للمرأة المسلمة عن طريق إقامة الندوات، واستخدام وسائل الإعلام كوسيلة لذلك.
من جانبه أكد فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، الذي يشغل منصب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، في كلمته أمام المؤتمر على أنه لا يمكن لأحد أن يُكره المسلمة على ارتداء الحجاب، كما ينبغي ألا يرغمها أحد على عدم ارتدائه.
وأوضح القرضاوي أن «الإسلام لا يجبر أحدًا على مخالفة مبادئ دينه أو عقيدته، كما أنه في الوقت نفسه لا يمنعه من ممارسة تلك الشعائر».
ووصف القرضاوي حظر الحجاب بفرنسا بأنه انتكاسة لمبادئ الثورة الفرنسية الثلاثة: الحرية، والمساواة، والأخوة، وتابع الداعية الإسلامي البارز أن «العلمانية الغربية» ظلت طوال عمرها محايدة فيما يتعلق بالأمور الدينية، على العكس من «العلمانية بالشرق» والتي كانت تعادي المتدينين.
من ناحيته طالب طارق رمضان بألا يظل المسلمون في المجتمعات الغربية في وضع الدفاع دائمًا. وتابع رمضان «من الواضح أن صوت المسلمين الآن بدأ في الظهور، الحركات الصهيونية هنا تستغل مخاوف الناس ومسألة الحرب على الإرهاب لتخويف الأصوات المسلمة».
كما حث رمضان مسلمي الغرب على «الاندماج الكامل بمجتمعاتهم، يساندهم في ذلك إيمان راسخ بقضاياهم»،وفي موقف اتسم بدفاع مبدئي عن الحريات، شدّد عمدة لندن من جانبه على «ضرورة ألا يواجه مسلمو لندن نفس الموقف (حظر الحجاب في فرنسا)، الوحيدون الذين سيستفيدون من ذلك الحظر هم اليمينيون المتطرفون والفاشيون فهؤلاء سبق أن استهدفوا السود واليهود والجاليات المختلفة».
وتابع ليفينغستون أنه «إذا سمحنا بالهجوم على الإسلام‚ فمن يدري من سيكون الضحية القادمة المستهدفة»، يُشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يشارك فيها عمدة لندن في الدفاع عن الحجاب الذي أصبح مؤخرًا قضية محورية على الساحة الأوروبية، فقد أرسل ليفينغستون يوم 4-2-2004 رسالة إلى رئيس الوزراء الفرنسي جان بيير رافاران حثه فيها على «اعادة النظر في التضييق على الحريات الدينية الأساسية في فرنسا»، وأقر مجلس الشيوخ الفرنسي يوم 3-3-2004 قانون حظر الرموز الدينية والذي نص على أن «الرموز الدينية الظاهرة ممنوعة في المدارس»، كما نص على طرد غير الملتزمين بذلك، وقدمت وزارة التربية الفرنسية مشروع قرار وزاريا يسمح للطالبات بارتداء «البندانا» كغطاء للرأس بدلاً من الحجاب، شريطة عدم الإعلان عن الهوية الدينية.
المصدر جريدة الوطن