القرضاوي |
تم الاعلان في لندن يوم الأحد الموافق 23 من جمادى الأولى 1425هـ ـ 2004/7/11م، عن ميلاد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين . وتم اختيار الدكتور يوسف القرضاوي رئيسا له.
وتلك هي المرة الأولى التي تطرح فيها فكرة وجود مرجعية للمسلمين، تشمل مختلف مذاهبهم وفرقهم، وفي الوقت ذاته تكون مستقلة وخارجة عن وصاية الأنظمة أو الجماعات. والشمول والاستقلال يمثلان اضافة حقيقية بالغة الأهمية للعمل الإسلامى العام.
وحضره حوالى 200 شخص من علماء المسلمين، السنة فيهم والشيعة، واباضية عمان وزيود اليمن، الأمر الذي وفر للاجتماع عنصر تمثيل الامة الإسلامية بصورة نسبية. خصوصا إن الحاضرين لم يكونوا يمثلون الأقطار الإسلامية وحسب، وانما كان منهم أيضا من جاء ممثلا للأقليات الإسلامية حيث وجدت.
وفي افتتاح الاجتماع التأسيسى رد الشيخ يوسف القرضاوي، صاحب الفكرة الذي انتخب رئيسا للاتحاد، على السؤال لماذا الاتحاد ؟ ولماذا لندن ؟
قائلا: إن كل أصحاب الديانات والكيانات السياسية لهم اطرهم المرجعية باستثناء المسلمين. وبسبب تشتت المرجعيات والوصايات المفروضة عليها فان المسلمين فقدوا الثقة في كثير منها، بل وتصدى للفتوى والحديث عن الإسلام وباسمه كثيرون من غير ذوى الصفة، فاساؤا إلى الإسلام وشوهوا صورته على النحو الذي يعرفه الجميع. ومن ثم بات من الضرورى تشكيل مرجعية مستقلة تستعيد ثقة المسلمين، وتكون تعبيرا صادقا عن وسطية الإسلام واعتداله. حيث يرجى أن يكون لتلك المرجعية صوت في مختلف القضايا التي تهم المسلمين، والتي تتجاوز الأمور الفقهية التي توحيد صفوفهم والتعبير عن آمالهم والحفاظ على هويتهم الثقافية والحضارية.
أما لماذا لندن فلعدة أسباب أولها وأهمها أن عقبات حالت دون عقد الاجتماع في ست دول عربية وإسلامية تمت مفاتحتها في الأمر واعتذرت عن الاستجابة لأسباب مختلفة ومفهومة.
وثانيها إن الرابطة الإسلامية في انجلترا عرضت استضافة اللقاء، وتولت من جانبها عبء وترتيب أمر عقده.
وثالثها أن اعضاء المجلس الاوروبى للافتاء كانوا من بين الاعضاء المؤسسين، وكانوا موجودين لدورتهم العادية في لندن، ورؤى أن ذلك سوف ييسر التحاقهم بالاجتماع التأسيسى. وكانت تلك التيسيرات عنصرا مشجعا على عقد المؤتمر في العاصمة البريطانية، ومساعدا على تحقيق المراد منه.
اقرأ أيضًا: