د. القرضاوي

أنها المرة الثالثة التي أزور فيها سوريا والمرة الأولى التي أزورها جهاراً نهاراً بعد أن زرتها مرتين متنكراً متخفياً، واحدة عام1952 والثانية عام 1972

وصل القرضاوي إلى دمشق الأحد 11 ابريل للمشاركة في أعمال "الملتقى الإسلامي الأول في سورية" الذي افتتح يوم الأثنين 12 إبريل، والذي نظم المجمع الشيخ أحمد كفتارو بدمشق، بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي تحت عنوان "الاجتهاد بين التجديد والتفريط".

حضر حفل الافتتاح للملتقى الإسلامي الأول في دمشق نخبة كبيرة من علماء الدين في سوريا وبعض رجال الدين المسيحي وآلاف المواطنين السوريين.

وافتتح المتلقى الإسلامي الأول في سورية بآيات من الذكر الحكيم ثم ألقى كلمة مفتي سوريا الشيخ أحمد كفتارو وكلمة مدير المجمع الشيخ صلاح كفتارو وكلمة الدكتور عبد الله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وكلمة القرضاوي رئيس مجلس الإفتاء الأوروبي، وكلمة الدكتور كامل الشريف الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وكلمة السيد الدكتور محمد عبدالرؤوف زيادة وزير الأوقاف راعي الحفل. الذي دعا له مجمع الشيخ أحمد كفتارو ورابطة العالم الإسلامي،

وقال فضيلة الشيخ صلاح الدين أحمد كفتارو رئيس المجمع في تصريح صحفي إن عدداً من علماء الأمة ممن عرفهم العالم الإسلامي بسعة علمهم وبعد فقههم وطول باعهم في حقل الدعوة الإسلامية يشاركون في هذا الملتقى الكبير.
واعتبر كفتارو وهو نجل مفتي سوريا الشيخ احمد كفتارو أن "انعقاد المؤتمر في ظل الظروف التي تمر بها أمتنا يكتسب أهمية خاصة، وذلك لما للاجتهاد من مكانة مرموقة في بنيان تشريعنا الإسلامي الذي يؤكد صلاحية شريعتنا لكل زمان ومكان وبه يمكن لعلماء الأمة أن يعالجوا واقعها ويتطلعوا إلى بناء المستقبل عبر رؤية إسلامية متخصصة واعية وعقلية منفتحة تنظر إلى الواقع العالمي على أنه بقدر ما حمل في طياته من هجوم على الإسلام فهو بالقدر نفسه يبشر بالأمل بأن المستقبل لهذا الدين إن أحسن عرض مبادئه وأفكاره وقيمه، ويهدف الملتقى إلى عرض الاجتهاد بصورته الحقيقية البعيدة عن التشدد أو التضييق على الناس فيما فيه سعة وان لمجتهدي كل عصر ان يجددوا قراءة نصوص القرآن والسنة إذا كان ثمة متغيرات تتطلب إعادة النظر في بعض الأفهام وبذلك ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين افرطوا في فهم الاجتهاد فجعلوه متفلتاً من كل قيد في فهم النصوص الشرعية وأباحوا لأنفسهم أن يقرروا هذه النصوص وفق أفكار مسبقة وضعوها وأخذوا يلوون عنق النصوص".

وقد ألقا القرضاوي كلمة في افتتاح الملتقى الإسلامي الأول في دمشق. حيا فيه سوريا والسوريين وأشار إلى ذكر الشام في القرآن و امتداح الرسول صلى الله عليه وسلم للشام وأهلها وامتداح الشعراء الجاهليين والمخضرمين والمعاصرين لدمشق. وبين أنها المرة الثالثة التي يزور فيها سوريا والمرة الأولى التي يزورها جهاراً نهاراً بعد أن زارها مرتين متنكراً متخفياً، واحدة عام1952 والثانية عام 1972.
وقال محيي الرئيس السوري:  نحن ممتنون لسوريا وقائدها أنها ما زالت تحتضن فصائل المقاومة الإسلامية الفلسطينية وخصوصاً "حماس" و"الجهاد الإسلامي" رغم كل الضغوط الأمريكية.

وتحدث القرضاوي عن هذا الملتقى الذي يشارك فيه حول "الاجتهاد بين التجديد والتفريط" حيث قال إن الاجتهاد فريضة على المسلمين ولكن دون تفريط وفي حدود النصوص التي تحتمل الظن والمشكلات الطارئة التي تواجه المسلمين في العالم المعاصر. وأوضح  شروط الاجتهاد وضوابطه وقال إن هناك الكثير ممن يتنطعون في هذا الأمر وهم غير قادرين على قراءة سطر واحد في اللغة العربية دون أخطاء.