اشيد بموقف الإخوة في العراق من السنية والشيعة، والأحزاب السياسية الوطنية والإسلامية، العربية والكردية، من إنكارهم الإجماعي لهذه الجرائم الحمقاء

أصدر القرضاوي بيانا للناس أدان فيه الأحداث المؤسفة التي حدثت بالعراق أمس الثلاثاء 2 مارس 2004م، حيث قال فيه:

لقد هزتني الأنباء المؤسفة التي وردت من العراق، في كربلاء، وفي الكاظمية، وسقوط القتلى والجرحى من أبناء الإسلام، بغير جرم اقترفوه يحل دماءهم المعصومة. لقد شدد الإسلام في مسالة الدماء، وحرمة النفس الإنسانية، وقرر مع كتب السماء: (أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) المائدة: 32

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل امرئ مسلم بغير حق)

وأكدت الأحاديث الصحاح أن من قال: (لا إله إلا الله) فقد عصم بها دمه وماله-إلا بحقها- وحسابه على الله، كما حذرت الأحاديث الأمة أن يرجعوا بعد رسول الله كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض. وإن ما حدث أمس في العراق الشقيق، وفي يوم عاشوراء المبارك، من استباحة للدماء، وعدوان على الأبرياء، لهو جريمة نكراء، وكبيرة شنعاء، بكل المعايير، والذين قاموا بهذا العمل المنكر إما عملاء مأجورون، أو حمقى مستغفلون، ينفذون مخططات أعداء الإسلام، وأعداء الأمة، وأعداء العراق: يريدون أن يشعلوها فتنة طائفية عمياء، تمزق البلد شر ممزق، وتأكل الأخضر واليابس، ولا يستفيد منها إلا الأعداء المتربصون، الذين يضربون الأمة بعضها ببعض، وهم يتفرجون عليها فرحين. إننا ندين هذه الأعمال الإجرامية المجنونة، وننكرها كل الإنكار، باسم الإسلام، وباسم علماء الإسلام في كل مكان، أيا كان مذهبهم، ونعتبرها خدمة مقدمة للصهيونية والصليبية، وعملا معاديا لرسالة الإسلام، وأمة الإسلام. وإني لاشيد بموقف الإخوة في العراق من المرجعيات الدينية، السنية والشيعة، وموقف الأحزاب السياسية الوطنية والإسلامية، العربية والكردية، من إنكارهم الإجماعي لهذه الجرائم الحمقاء، وإدراكهم جميعا: أن المقصود بها هو وحدة العراق، الذي يحرص الجميع على أن يبقى وطنا واحدا لكل أهله: شيعة وسنة، عربا وأكرادا، مسلمين ومسيحيين.

خالص عزائي لأسر الضحايا والشهداء، وخالص دعائي للعراق الحبيب أن يحفظ الله عليه وحدته، ويرد كيد الكائدين في نحورهم.