الرئيس الليبي معمر القذافي ود. القرضاو

عاد القرضاوي من ليبيا مع وفد مرافق له تكون من كل من د.حامد الأنصاري مدير مشروع  إسلام أون لاين، د. عبدالرحمن العبودي ود. محمد يوسف القرضاوي.بعد زيارة علمية تمت بدعوة من جمعية الدعوة الإسلامية العالمية بليبيا، حيث التقى مسؤولي الجمعية، كما التقى بالعقيد معمر القذافي وجرى بينهما لقاء مطولاً تناقشا فيه حول عدد من أهم القضايا الإسلامية والعالمية، وزار عدداً من المؤسسات الإسلامية مثل كلية الدعوة بطرابلس والجامعة الأسمرية بمدينة (زليتن) وهي جامعة إسلامية، وحضر المؤتمر الشعبي بها وألقى عدداً من المحاضرات في الأماكن التي زارها ومنها مركز جهاد الليبيين وهو مركز علمي أكاديمي يوثق جهاد الليبيين، ملقياً كلمة موجزة به، ومتلقياً أسئلة متنوعة أجاب عليها حول القضايا الحية للفكر الإسلامي.

وأشار القرضاوي إلى أن لقاءه بالرئيس الليبي كان لقاءً ودوداً تناول فيه بصراحة قضايا الأمة الكبرى، وتبادلا الحديث في الهموم المشتركة بصدق دون تغليفها بالمجاملات والتزويق ..

وتناول القرضاوي أهم قضية تهم المسلمين اليوم وأضاف:

إن من يتأمل هذه الحرب التي تخوضها أميركا يتأكد أن المستهدف ليس هو الإرهاب كما تدعي، وليس أفغانستان ولا العراق، إنما المستهدف حقيقة هو الإسلام في عقائده وعباداته وقيمه.

حتى أن من يدفع الزكاة – وهي ركن من أركان الإسلام – يعتبر إرهابياً. ومن يدافع عن أرضه وعرضه ومقدساته يعتبر إرهابياً، مع أن هذا الدفاع مفروض عليه دينياً، ويبوء بغضب الله من يفرط فيه.

فأميركا تريد أن تحذف الزكاة وتحذف الجهاد من فرائض الإسلام.

كما تناقش القرضاوي والرئيس الليبي حول الدعوة إلى جمع كلمة الشعوب والجماهير، واستثارة هممها وعزائمها، وإشعال الحماس في صدورها، حتى لا تنطفئ شعلتها، وتتحول إلى رماد، فهذه الجماهير هي الأمل الباقي للأمة الإسلامية بعد أن ضعف الحكام والقادة السياسيون أمام القوة الأمريكية المتجبرة، ولكن الشعوب لا تعبأ بقوة الأقوياء، ولا تبالي ما يصيبها في سبيل الله.

كما تناولت المباحثات قضايا عدة تخص الأمة ومنها التركيز على بقاء المقاومة بكل معانيها ومستوياتها: العسكرية والسياسية والفكرية، في فلسطين وفي غيرها، وإحياء روح الجهاد في الأمة، حتى لا تنكسر إرادتها، ولا تطأطئ رأسها، وهذا يرتبط بفكرة (إحياء الإيمان) وتجديده وتثبيته.

أقدر الناس على القيام بهذا الدور هم علماء الدين الذين يخاطبون جماهير المسلمين، ويستطيعون أن يثيروا العقول، ويحركوا العواطف، ويشدوا العزائم وخصوصاً العلماء الذين كتب الله لهم القبول عند الناس، وأصبحت كلمتهم مسموعة، وغدوا يمثلون مرجعية دينية لدى الجماهير

كان الرجل مهتماً منذ فترة بالدعوة إلى مؤتمر إسلامي عالمي يضم المنظمات الرسمية والشعبية، للدفاع عن الإسلام، وتبرئته من تهمة الإرهاب التي ألصقت به ظلماً، وكان يتفاهم مع دولة قطر وأميرها على عقد هذا المؤتمر، ويرى أن للعلماء دوراً ينبغي أن يبرز في هذا المؤتمر، وما زال البحث جارياً حول هذا المؤتمر وزمانه ومكانه والمدعوين إليه .. إلخ.

د. محمد يوسف القرضاوي

كما ناقش العلامة القرضاوي مع الأخ العقيد القذافي مبادرة للتصالح بين الحكام والشعوب وما يستتبع ذلك من صالح الأمة الإسلامية خاصة في هذا الوقت العصيب الذي تمر به الأمة، واستبشر فضيلته خيراً بطرح النقاش حول هذه المبادرة ..

وكان التاريخ الذي يؤرخ به في ليبيا من أوائل الموضوعات التي أثيرت بين د. القرضاوي والرئيس الليبي .. قال القرضاوي أن الأخ العقيد اختار (ميلاد النبي) في أول الأمر أساساً للتاريخ الإسلامي بدلاً من التاريخ الهجري الذي اتفق عليه المسلمون من عهد عمر بن الخطاب.

ثم غير هذا التاريخ إلى (وفاة النبي) باعتباره دليلاً على اكتمال الدين، وختم النبوة، وفرق بين الهجرة والوفاة عشر سنوات وكسور.

ثم اختار القائد وإخوانه: تاريخ الوفاة النبوية بالتقويم الشمسي وأصبح هو التقويم المعتد الآن، ولذا يعتبر التاريخ الآن سنة 1371 شمسي من وفاة الرسول .. وأضاف وقد ناقشت الأخ العقيد في ذلك، وقلت له: إن التاريخ الهجري قد اعتمده المسلمون منذ عهد عمر، وأرّخت به الحوادث، ومواليد العلماء والأعيان ووفاتهم، ولا نستطيع أن نغير هذا، فنقول: بغداد سقطت سنة 656هـ وعين جالوت وقعت سنة 658هـ .. قال: ولهذا اقترح على الأخ العقيد أن يبقى التاريخ الهجري الموروث، مع التاريخ الشمسي لوفاة الرسول، ورحب الرجل بالفكرة ووعد أن ينفذها.