إيقاف مفاوضات السلام التي تجدي شيئاً
دعا فضيلة الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي إلى استمرار الانتفاضة وإيقاف مفاوضات السلام التي لا تجدي شيئاً، وحث العرب والمسلمين على دعم انتفاضة الأقصى ومناصرتها، وأن يكون يوم الثلاثاء القادم الخامس عشر من مايو يوم غضب عام، وهو اليوم الذي يوافق ذكرى احتلال فلسطين عام 1948م.
وكان فضيلته يتحدث في خطبة الجمعة أمس بجامع عمر بن الخطاب عن هذا الحدث الخطير – أي احتلال الصهاينة لفلسطين – وهو الحدث الذي أثر في مجرى حياة الأمة الإسلامية، واعتبر من الأيام الحاسمة في تاريخها.
وأضاف الشيخ القرضاوي أن الكيان الصهيوني المغتصب أعلن عن قيام دولته في يوم 15 مايو قبل ثلاث وخمسين سنة وأسماها دولة (إسرائيل) على اسم نبي الله يعقوب عليه السلام، وهو منهم براء، ورسل الله تبرأ منهم كذلك، وأوضح فضيلته أن هذه الدولة قامت ختاماً لمرحلة الكفاح والجهاد الفلسطيني ومرحلة الإرهاب الصهيوني والتآمر الغربي الذي صنع الكيان الصهيوني الدخيل وزرعه في أرض فلسطين وظلت بريطانيا ترعى هذا اللقيط الذي ليس له نسب ولا حسب، لكن الفلسطينيين رفضوا وعد بلفور وما نتج عنه، وقاوموا بأسلحتهم البسيطة.
أما اليهود فقد ملكوا الأسلحة المتطورة، وبنوا المستوطنات بدعم من الغرب، والعالم الإسلامي في غفلة.
وبعد أن تناول الشيخ الشق التاريخي المتمثل في مؤتمر بازل بسويسرا عام 1897م ووعد بلفور، عاد بذاكرته إلى حرب 1948م وكيف شهد سقوط حيفا ويافا وعكا، وكيف قاوم المسلمون والفلسطينون وذكر فضيلته أن الكيان الصهيوني استعمار إحلالي عنصري بغيض، وأنه يدعي أنه شعب الله المختار، وأن على الجميع خدمته.
واستنكر الشيخ مفاوضات واتفاقيات السلام، كما استنكر صمت العرب والمسلمين عن جريمة مقتل الرضيعة (إيمان حجو) أصغر شهداء الانتفاضة وقارن صمتهم الحالي بغضبتهم أيام الانتفاضة في بدايات أكتوبر الماضي خصوصاً بعد مقتل الشهيد (محمد الدرة).
وتحدث الشيخ في نهاية الخطبة عن التعتيم الإعلامي، ودعا إلى نصرة الانتفاضة بالجهاد والمال والإعلام والدعاء والمقاطعة فيما حيا بطولات الشعب الفلسطيني الباسل.
وفي الخطبة الثانية ذكر فضيلة الشيخ القرضاوي أنه لا بأس من زيارة بابا الفاتيكان لسوريا كما زار من قبل فلسطين وأندونيسيا وغيرها من الدول الإسلامية، فقد استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم نصارى نجران في مسجده. ولا مانع من أن يتزاور أهل الأديان إذا عرفت الحقوق والواجبات، ولكن كان من المتوقع أن يعتذر البابا للمسلمين عن الحروب الصليبية كما اعتذر لليهود من قبل.