مواطنة مسلمة كريمة سألت سماحة الشيخ القرضاوي عن قضاء رمضان أم صيام الست من شوال، وقالت إنها أصابها الحيض في شهر رمضان الماضي؛ فأمسكت عن الصيام حتى تطهرت، ثم أتمت صيام ما بقي من أيام الشهر، والآن تتنازعها رغبتان، الأولى: أن تقضي ما عليها إبراءً للذمة، والثانية: أن تبادر فتصوم ستة أيام من شهر شوال لتحظى بأجر من صام الدهر كما أخبر الرسول الله عليه وسلم
يقول سماحة الشيخ:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
اختلف العلماء حول جواز التطوع بالصيام قبل أن يقضي ما عليه من رمضان، فذهب بعض العلماء إلى أن ذلك لا يجوز، وأن على الإنسان أن يبدأ بقضاء ما عليه أولا. ثم عليه أن يتنفل بعد ذلك، وذهب بعضهم إلى جواز التنفل قبل القضاء.
والذي أرجحه أن صيام النفل قبل القضاء جائز لأنه قد ورد عن عائشة أنها ما كانت تقضي ما عليها من رمضان إلا في شعبان المقبل، فماذا كان من أمرها طوال هذه الأشهر العشرة؟ أما كانت تتنفل بشيء من الصيام أبدا؟ هذا غير معقول، وهذا خلاف الوارد عنها.
ولكني أرجح أن المرأة تقضي ما عليها أولا، ثم تبدأ في التطوع؛ لأن الإنسان لا يضمن عمره، فقد يمرض الصحيح، ويشيخ الشاب، ويضعف القوي.
فالأولى أن يسارع الإنسان إلى تبرئة ذمته أولا بأن يقضي ما عليه والله أعلم