من معالم الوسطية: العمل على تجميع القوى والجماعات والحركات العاملة لنصرة الإسلام وبعث أمته, في صف واحد, ووجهة واحدة. وليس من الضروري, بل لعله ليس من المفيد أن يجتمعوا في حركة واحدة؛ أو جماعة واحدة, فهذا يقتضي أن تتوحد أهدافهم, و تتوحد برامجهم, وتتوحد قيادتهم, وهذا ليس بالأمر السهل.
ويكفي أن يكون بينهم قدر معقول من التفاهم والتنسيق, وأن يقفوا صفا واحدا في القضايا المصيرية, وأن يكونوا في مواجهة أعداء دينها كالبنيان المرصوص. ولا سيما في أوقات الشدائد والأزمات, فالمصائب تجمع المصابين, والمحن توحد المختلفين, والأزمات تقرب المتباعدين. على أن الاختلاف والتعدد بين العاملين لا يضر إذا كان اختلاف تنوع لا اختلاف تناقض, وكان التعدد تعدد تخصص لا تعدد صراع.
الإمام يوسف القرضاوي