محمد شنق*
صحافة زماننا هذا في الغالب الأغلب منها إلا ما رحم ربي استبدلت التوجيه بالتسفيه، والتنوير بالتزوير، والتتويج بالتهريج، والإنارة بالإثارة، والرعاية بالدعاية، والصحافة بالسخافة، والإنصاف بالإجحاف، والعلماء بالسفهاء، والأعلام بالأقزام، والإعلام بالإجرام، والعمل بالدجل، والعطاء بالإدعاء، والحوار بالشجار، والتعايش بالتناوش.
معظم إعلامنا في جحر ضب لايعطيك إلا الأمر النتن العفن، وهل يٌُرجى الدر من تيس؟ والعسل من أفعى؟.. لا والله !
بالأمس القريب طالعتنا إحدى الإماء - من الصحف الجارية التي لا تحسن إلا التلبيس والتدليس لصالح سيدها علي بابا، والجارية لا نية لها بل نيتها لسيدها - بخبر مفاده هو أن دولة قطر تريد أن تسلم الامام القرضاوي للمسمى بالسيسي، ياللعار ليست الأولى لها، ولا الأخيرة في كذبها وافترائها على الشيخ والتكسب باسمه حاضرا وغائبا.
أقلام مأجورة، وأبواق مأمورة، وقنوات مسعورة، تسعى لهدم القدوات، ولو بالكذب والإفتراءات، ولكن هيهات هيهات !
والله إنها لفرية مابعدها مرية كما حدثني بذلك أحد زملائنا عضو المكتب العلمي لسماحة الإمام يوسف القرضاوي - حفظه الله - والذي زاد الطين بلة، والداء علة، أنه يوجد لكل ساقطة لاقطة، إننا وجدنا من أنصاف المتعلمين من شرعيين وأشباههم، ومن علمانيين وأشباحهم، ومن سياسيين و أتباعهم، ممن زاحم بالركب صحائف التصحيف، وتتلمذ على جرائد الزيف والتحريف, المجردة من كل منطق حصيف, وصحفي شريف, إلا من حباه المولى اللطيف, وقليل ماهم.
ولكن أقول: على نفسها ستجني براقش, لابد للباطل أن يندحر, ولا بد للحق أن ينتصر.. ولا يحيق المكر السييء إلا بأهله، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
ــــــــــ
* أديب وباحث وعضو الأمانة العامة لرابطة تلاميذ القرضاوي – الجزائر.