من معالم الوسطية: تحسين الظن بكل من شهد الشهادتين, وصلى إلى القبلة، ولم يصدر منه ما يخالفها بيقين. والأصل حمل حال المسلم على الصلاح ما أمكن ذلك, وتجنب التفسيق والتكفير ما وُجد إلى التجنب سبيل, وخصوصا: فسق التأويل, وكفر التأويل. فمفتاح الدخول في الإسلام هو كلمة "لا إله إلا الله , محمد رسول الله " فلا يخرجه من الإسلام إلا جحود ما أدخله فيه, واليقين لا يُزال بالشك.
والتكفير خطيئة دينية, وخطيئة علمية, لا يحل لمسلم السقوط في هاويته, لما يترتب عليه من الحكم على المسلم بالإعدام المادي والأدبي أو كليهما, من المجتمع المسلم؛ لذا وجب الحذر كل الحذر من الوقوع فيه, إلا ما ثبت بيقين لا شك فيه, من تكذيب لقواطع القرآن, أو إنكار لمعلوم من الدين بالضرورة, أو سب صريح لله ورسوله, كما جاء في الحديث :"إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان", والمقصود: البرهان القاطع. أما ما يحتمل التأويل و فإن الشك يفسر لصالح المتهم بالكفر.
الإمام يوسف القرضاوي