د. زيد خضر

طالعتنا الأنباء قبل أيام بإدراج اسم الشيخ العلامة يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على قائمة المطلوبين للشرطة الدولية (الإنتربول) بطلب من الفئة الحاكمة في مصر حيث اتهم هؤلاء الانقلابيون الشيخ بالإرهاب والتحريض على العنف والقتل، والفساد المالي...

يا إلهي ألهذا الحد وصلت أمتنا العربية! أناس وصلوا إلى السلطة بالانقلاب العسكري على ظهور الدبابات الأمريكية الصنع وعلى جثث آلاف الشهداء من النساء والأطفال والشيوخ، يتهمون الصالحين المصلحين بالإرهاب.

أيها السادة: إن القرضاوي عالم جليل عمره يقارب التسعين سنة، عُرف بسعة علمة ومعارفه، وبإخلاصه لدينة، ودفاعه عن قضايا المسلمين المضطهدين في كل مكان، دافع عنهم بقلمه وعلمه ووقته، وسافر إلى معظم ديار العالم ينشر الإسلام ويعلم الناس الخير والعدل والتسامح، ويجمع شمل المسلمين حتى نجحت جهوده في إنشاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فأصبح للعلماء دور في حل مشكلات أمتهم وأوطانهم، ونشر الشيخ عشرات الكتب في شتى الموضوعات الإسلامية، حتى عرفه الناس باسم العلامة يوسف القرضاوي، وكرّمته أكثر من جامعة ومؤسسة إسلامية وعالمية.

أيها السادة: إن الانقلابيين في مصر، وغيرهم من الدمويين والقتلة في بقاع مختلفة من عالمنا العربي يحاربون الحركات الإسلامية وعلى رأسهم الإخوان المسلمين، بدافع من مصالحهم وأهوائهم، ولكن ما الذي دفع الانتربول أن يدخل على الخط ليساعد الظالمين؟ إن ذلك يعني أن هذا الجهاز وكثير من المؤسسات الدولية تشجع الظلم والإرهاب وتحارب الشرفاء، بأمر من الولايات المتحدة للحفاظ على حلفائها في المنطقة، فهي تنصر الظالم وتضطهد المظلوم.

أيها السادة: ليس القرضاوي هو المقصود بهذه الافتراءات وملاحقة الانتربول له، بل المقصود هو تشويه صور الإسلام وعلماء المسلمين ومحاربتهم، المقصود هو مضايقة حملة الفكر الإسلامي الذين ينادون أن الإسلام هو الحل وينادون بالتسامح والسلم والعدل.

عفواً يا فضيلة الشيخ، لا تحزن، فهذا حال المصلحين المخلصين على مر التاريخ، يصيبهم البغي والظلم والأذى، وربما يسجنون ويقتلون ولا من مغيث، لكن يكفيهم أن الله معهم وهو ناصرهم ولو بعد حين.  

ــــــــــ

- عن صحيفة السبيل