من معالم الوسطية: احترام حق الشعوب في اختيار حكامها من الأقوياء الأمناء, الذين تثق بكفايتهم ودينهم, دون تزييف لإرادتها, أو فرض حاكم عليها يقودها على رغم أنوفها, فإذا اختارت هذا الحاكم فله عليها حق المعونة والنصيحة والطاعة في غير معصية. ولها ـ بل عليها ـ أن تسائله وتحاسبه, وترشده إذا أخطأ, وتقومه إذا انحرف, وتعزله إذا تمادى في غيه بالطرق السلمية.

ويقوم نظام الحكم على العدل والشورى ورعاية الحقوق, والالتزام بشريعة الله وما أنزل من الكتاب والميزان. والاستفادة من النظام الديمقراطي بما فيه من آليات وضمانات ووسائل في مساندة الشعوب, وتقييد سلطان الحكام, دون أن نأخذ بكل ما فيها من مثل إطلاق الحرية الفردية, ولو على حساب القيم الأخلاقية, والأحكام الشرعية. وبهذا نأخذ خير ما في الديمقراطية, ونتجنب شر ما فيها.

الإمام يوسف القرضاوي