|
من معالم الوسطية: توكيد ما جاء به الإسلام من إعطاء المرأة حقوقها ومكانتها وكرامتها: إنسانا وأنثى, وبنتا, وزوجة, وأُما, وعضوا في المجتمع, وتحريرها من رواسب عصور التخلف والتراجع الإسلامي, التي حرمتها من كثير من حقوقها, حتى الصلاة في المسجد, وحتى حقها في اختيار الزوج, ومن غوائل الغزو الحضاري الغربي الذي أخرج المرأة من فطرتها, ولم يراع أنوثتها, والذي جعل المرأة المسلمة تسير وراء المرأة الغربية شبرا بشبر وذراعا بذراع.
في حين يشكو النقاد والمصلحون من جناية هذه الحضارة على الفطرة الإنسانية, وعلى المرأة والرجل جميعا. ونحن نرفض تفكير الغلاة الذين يريدون أن يسجنوا المرأة في البيت ويحرموها من حق العلم والعمل, والمشاركة في الحياة الاجتماعية والسياسية، كما نرفض الذين يريدون أن يذيبوا الفوارق بين الذكورة والأنوثة, مناقضين فطرة المرأة, وفطرة الكون كله, القائم على قاعدة "الزوجية"، وليس على قاعدة "المثلية" التي يتبنى الغرب إشاعتها اليوم, فالحياة إنما تستمر بالجنس ومقابله, لا بالجنس ومثله.
الإمام يوسف القرضاوي